aleqt (10059) 2021/04/26
إصدار يومي باتفاق خاص مع صحيفة «فاينانشيال تايمز» البريطانية تحولت التكنولوجيا إلى عامل جيوسياسي. منعت الـولايـات المتحدة صـــادرات أشباه الموصلات إلى الصين. في المقابل، سعت الصين إلى الحد من وصول الولايات المتحدة إلى معادن الأرض النادرة الضرورية لتصنيع كثير من المنتجات التكنولوجية. في الوقت نفسه حظرت عدة دول شركة هواوي الصينية من تشغيل شبكات اتصالات الجيل الخامس الخاصة بها. وحظرت الهند تطبيق تيك توك للتواصل الاجتماعي المملوك للصين بعد اشتباكات حدودية بين الدولتين. من جانبها، تحقق الحكومة البريطانية في استحواذ شركة نافيديا المقترح على آرم، شركة تصميم الرقائق، لأسباب تتعلق بالأمن القومي. بالنسبة لبعض الاقتصاديين التجاريين الذين تعلموا الفكرة الغريبة القائلة إن البشر هم فاعلون عقلانيون، مثل هذه التطورات كانت تشكل صدمة. يـقـول دانـيـال جارسيا ماسيا وريـي جـويـال، من صندوق النقد الـــدولي: "من منظور اقتصادي كلاسيكي، هذا التصعيد غير منطقي". يبدو أن كبار كهنة العولمة ما زالوا يبشرون بأن التجارة الحرة نعمة اقتصادية تشجع على نمو أعلى وتكاليف أقل وتخصص إنتاجي. ومع ذلك، كما يضيف جارسيا ماسيا وجويال، مثل هذه التدخلات منطقية عند النظر إليها من منظور آخر هو الأمن. لقد أدت العلاقات المتداخلة في العصر الرقمي إلى عدم وضوح الفروق بين القضايا الاقتصادية والأمنية. شركـات التكنولوجيا المهيمنة تعد محركات للنمو الاقتصادي وقنوات للمخاطر الأمنية. كما أنها تتمتع بأرباح ضخمة ونفوذ في الأسـواق العالمية وقـدرة على وضع معايير الصناعة. بالتالي، يسهل اختراق السياسات التجارية والصناعية من خلال الأولويات الأمنية والجيوسياسية الأوسع نطاقا. كتب غارسيا ماسيا وجويال: "أصبحت حـروب التكنولوجيا هي الحروب التجارية الجديدة". في الماضي منع كثير من الدول الواردات لحماية الشركات الوطنية الرائدة وأرباحها الاحتكارية في كثير من الأحيان. ما يجعل الخلافات التكنولوجية الأخـ ة غير عادية ومثيرة للقلق، هو أن اللاعبين المهيمنين يحاولون منع الصادرات من دول ثالثة أيضا. إن الانفصال بـ اقتصادي الـولايـات المتحدة والصين وتفكك الإنترنت، ما يسمى تجزئة الإنـ نـت، يهدد بجر بقية العالم. سيتعين على الدول الأخرى إيجاد طرق للحفاظ على التجارة الحرة في أكبر عدد ممكن من المجالات والاتفاق على قواعد مشتركة لحماية الأمن السيبراني. على نحو أكثر طموحا، دعا جارسيا ماسيا وجويال إلى مجموعة جديدة من المؤسسات على غرار بريتون وودز، بحيث تكون الخلفاء الرقميين لصندوق النقد الدولي والبنك الدولي اللذين شكلا الاقتصاد العالمي بعد الحرب العالمية الثانية. لكن هذا لن ينجح أبدا في غياب القيادة الأمريكية. بشكل أكثر تواضعا، يقترحان أيضا إنشاء مجلس استقرار رقمي عالمي، على نسق مجلس الاستقرار المالي، من شأنه مراقبة المخاطر التي يتعرض لها الأمن السيبراني. يجادل بعض الاستراتيجيين بـأن علينا القبول بالعودة إلى نظام عالمي "ويستفالي جديد" تحدد فيه الولايات المتحدة والصين مناطق نفوذهما وتتحكمان فيها، مثلما حدث بين القوى العظمى في أوروبـا بعد أن أنهى عاما 30 حرب الــ 1648 صلح ويستفاليا في (التي قتل فيها نحو ثمانية ملايين شخص). لكن لوتشيانو فلوريدي، الأستاذ في معهد أكسفورد للإنترنت، الذي كتب بصورة موسعة عن السيادة الرقمية، يقول إن هذا من شأنه أن . قال 21 يسيء فهم طبيعة القوة في القرن الـ لي "لقد انتهى العصر الحديث". أضاف "لم يعد مكاني، وقواعدي. وداعا ويستفاليا". تظل السيادة التناظرية التقليدية، كما يسميها - التي تتحكم في الأرض والمـوارد والشعب - وظيفة ضرورية للدولة الحديثة، لكن هذا الآن غير كاف. يجب أيضا أن تصل إلى توافق مع الطاقة الرقمية، التي تتحكم في البيانات والبرامج والمعايير والبروتوكولات وتكونفي الغالبفي أيديشركات التكنولوجيا العالمية. كـ قـال النائب الـديمـقـراطـي، ديفيد سيسيلين، في جلسات الاسـتـ ع الخاصة بمكافحة الاحتكار في الكونجرس الأمريكي العام الماضي، يمكن لشركات التكنولوجيا الكبرى التأثيرفيحياة ملايين الأشخاص بطرق دائمة وأن تتولي سلطات "حكومة خاصة". يجادل فلوريدي بأن الحكومات التناظرية لا تزال لديها القدرة على تشكيل السيادة الرقمية لتحقيق غاياتها الخاصة، ويقترح على الاتحاد الأوروبي أن يشترك مع دول ديمقراطية متشابهة التفكير مثل المملكة المتحدة، واليابان، وكندا، وإسرائيل. تـولى الاتـحـاد الأوروبي بالفعل زمام من خلال اعتماد اللائحة 2018 المبادرة في العامة لحماية البيانات، التي حـددت في الواقع معايير استخدام البيانات العالمية. في الأسبوع الماضي وضع الاتحاد الأوروبي أيضا خططا لريادة التشريعات التي تحكم استخدام الذكاء الاصطناعي. من الواضح أن الولايات المتحدة والصين تنجران بشكل متزايد إلى صراع كبير من أجل السيادة. يجب على بقية العالم أن يكتشف بسرعة كيفية حماية مصالحه الاقتصادية وتأكيد قيمه الخاصة، إذا كان له أن يتحاشى دهسه في تلك المعركة. يجادل بعض الاستراتيجيين بأن علينا القبول بالعودة إلى نظام عالمي «ويستفالي جديد» تحدد فيه الولايات المتحدة والصين مناطق نفوذهما وتتحكمان فيها. كيف يتحاشى العالم دهسه في حرب أمريكا والصين التكنولوجية؟ جند الحروب المقبلة. من لندن جون ثورنهيل قوة الارتفاع الأخير في الأسهم الرخيصة يمكن أن تؤدي إلى تحول نادر في ديناميكيات سوق الأسهم التي يتوقع بعض المستثمرين أنها ستدعم مكاسب الشركات المالية وشركات الطاقة. خلال معظم العقد الماضي، كان ما يسمى أسهم الزخم في غاية القوة والنشاط، وكانت تحقق مكاسب فوق المكاسب. في الوقت نفسه، تراجعت أسهم "القيمة" غير المحبوبة، ما أدى إلى إحباط جيل من مديري الصناديق الذين صنعوا سمعتهم من إبرام الصفقاتفي سوق الأسهم. لكن منذ التطورات الكبيرة في لقاحات فيروس كورونا في تشرين الثاني (نوفمبر)، استفادت أسهم القيمة مـن حساسيتها العالية للدورات الاقتصادية. الآن، ترتفع بسرعة وباستمرار بشكل كاف لبدء تصنيفها كأسهم زخم أيضا. إنه اتحاد غير مألوف بين اثنين من "العوامل" المتعارضة عادة في السوق يمكن أن يؤدي إلى إرسال مليارات الدولارات التي عــادة ما تطارد الاتجاهات، باتجاه أسـهـم القيمة الـتـي كان يتم تجنبها في السابق. قال أندرو سليمون، مدير محفظة أعـ في مورجان ستانلي لإدارة الاستثمار، "سيكون هناك تحول كبير فيما سيقع في سلة الزخم". أضاف "تفوق قطاع القيمة على قطاع النمو منذ الصيف الماضي، وستكون هناك إعادة توازن كبيرة (...) بــدءا من التكنولوجيا والرعاية الصحية إلى المالية والطاقة والمواد والصناعات". على الرغم من تقسيم الأسهم تاريخيا إلى قطاعات ساكنة ومتميزة - مثل المنشآت أو التكنولوجيا - يقوم المستثمرون بفرز سـوق الأسهم من خـ ل خصائص مالية أكثر ديناميكية تعرف بالعوامل. على خـ ف القطاعات يمكن أن تتداخل العوامل، وغالبا ما تفعل، وبإمكان الشركات الدخول إلى سلال مختلفة والخروج منها. مع ذلك، غالبا ما ينظر إلى الزخم والقيمة على أنهما عدوان، وعادة ما يكون أداء أحدهما أسوأ إذا كان الآخر في حالة صعود. مع ذلك، الأداء الفائق لكثير من المجالات التي تم تجنبها منذ فترة طويلة التي تهيمن على عالم أسهم القيمة، يغذي التوقعات بأنه سيتم تصنيفها أيضا كأسهم زخم عندما يتم تعديل الترجيحات بشكل دوري. التقارب بين أسهم القيمة والزخم هو "الغاية المنشودة" للاستثمار الكمي، وفقا لإنيجو فريزر جينكينز، المحلل الاستراتيجي لدى بيرنشتاين - وهو أمر نادر لدرجة أنه يسحر أذهان كثير من المستثمرين. قال دينيس بانيل، رئيس الحلول الكمية مـتـعـددة الأصـــول في بي إن بي باريبا لإدارة الأصــول، "إنها مجرد بداية. أسهم القيمة المتفوقة ستصبح أسهم زخم. أود القول إنها مترابطة عكسيا". باستخدام التعريفات المتبعة على نطاق واسـع لمـزود المـؤشرات ، تفوق الزخم بشكل كبير MSCI على سوق الأسهم الأمريكية الأوسع خلال العقد الماضي، بينما تخلفت أسهم القيمة. وفقا لأحد المقاييس، عانت أسهم القيمة من أسوأ جولة لها منذ قرنين. لكن الاحتمال المتزايد لحدوث طفرة اقتصادية عالمية ما بعد الوباء ساعد أسهم القيمة على التفوق على كل من أسهم الزخم وسوق الأسهم الأوسع منذ تشرين الثاني (نوفمبر). iShares MSCI USA ارتفع مؤشر التابع لشركة Value Factor ETF في المائة تقريبا منذ 40 بلاك روك ،2020 ) بداية تشرين الثاني (نوفمبر ليتجاوز بشكل واسع مكاسب بنسبة في المائة حققها نظيره لأسهم 23 الزخم. يقدر لين يو، نائب رئيس مجلس الإدارة ورئيس الاستراتيجية الكمية في شركة وولف للأبحاث، أن القيمة والزخم ارتبطتا ببعضهما بعضا لفترة وجيزة ثلاث مرات فقط خلال العقود الثلاثة الماضية، لكنهما سيجتمعان مرة أخرى بحلول الصيف. في الــوقــت الـــحـــالي، شركــات التكنولوجيا الـكـ ى مثل تسلا ومــايــكــروســوفــت وأبــــل تهيمن عـ اسـ اتـيـجـيـات الـزخـم مثل الاستراتيجية التي يتتبعها مؤشر التابع لشركة بلاك روك. ETF الزخم شركات التكنولوجيا الأقل بريقا مثل إنتل وآي بي إم وسيسكو تحتل صـدارة صندوق عامل القيمة لدى بـ ك روك، مـع حصول الشركات المالية وشركـات الطاقة أيضا على ثِقل أكبر. بالنظر إلى مدى ضعف أداء كثير مـن أسهم القيمة في الـسـوق في الأعـوام الأخـ ة، يقول محللون إن التقارب بين أسهم القيمة والزخم قد يستمر لفترة أطول من الفترات القصيرة التي كان عليها في الماضي. شركة كوانت إنسايت، وهي شركة أبحاث تتعقب العلاقات المتغيرة بين عوامل السوق المختلفة، قالت في تقرير صدر حديث "من المحتمل أننا على أعتاب نظام كلي جديد". أضافت "بالنظر إلى الكم الهائل من رأسالمال الذي يتبع استراتيجيات (العوامل)، مثل إعادة التوازن هذه لديها القدرة على إضافة مزيد من الزخم الكبير إلى تداول التناوب"، مشيرة إلى الابتعاد عن الأسهم التي ازدهرت أثناء الوباء باتجاه الأسهم الأكثر حساسية للتقلبات الاقتصادية. قد يكون مزيد من الدعم لنهضة أسهم القيمة أيضا حافزا مرحبا به للفئة المتضائلة من صناديق التحوط التقليدية الموجهة نحو أسهم القيمة – التي تضرر كثير منها بشدة خلال العقد الماضي الكئيب فيما يتعلق بهذا الأسلوب - والصناديق التي في وضع تكتيكي يسمح لها بالانتعاش. شركة بلاتينيوم لإدارة الأصول ـ مقرها سيدني ـ ومافريك كابيتال برئاسة لي أنسلي ولانسداون بارتنرز ـ مقرها لندن ـ هي من بين الصناديق التي تستفيد بالفعل مـن دوران السوق من أسهم النمو النشطة فيما مضى إلى أسهم القيمة. يعتقد بعضهم أن مدة وعمق ارتفاع أسهم القيمة يعنيان أن هناك مجالا كبيرا لاستمرار الارتفاع الأخير. قـال أنــدرو كليفورد، المؤسس المشارك لصندوق بلاتينيوم، الذي يعتقد أن مثل هذه الأسهم يمكن أن تحقق أداء جيدا في الأعوام المقبلة "نحنفي واحد من أكثر المراكز تطرفا في الأسواق من حيث القيمة مقابل النمو". الارتفاع الأخير "رغم أنه مثير للإعجاب، إلا أنه صغير جدا في سياق الأداء الضعيف السابق". العوامل القيمة: هي العامل الأقدم والأكثر شهرة. تعود أصوله إلى عمل أساسي قام به جراهام ودود في الثلاثينيات. هذا العامل يشير إلى ميل الأوراق المالية الرخيصة نسبيا إلى التفوق على الأوراق المالية المكلفة نسبيا، حيث يفضل كثير من المستثمرين بشكل خاطئ بريق أسهم "النمو" الأكثر إثارة. الزخم: هو دلالة على كيف تميل الأصـول ذات الاتجاه الإيجابي إلى الاستمرار في الأداء الجيد، والأصول التي تنخفض تستمر في الانـزلاق. يقول معظم الأكاديميين إن الظاهرة متجذرة في علم النفس البشري وكيف أننا في البداية لا نتفاعل بشكل كاف مع الأخبار لكننا نبالغ في رد الفعل على المدى الطويل، أو غالبا ما نبيع الأسهم الفائزة بسرعة كبيرة فوق الحد ونتشبث بالفاشلة لفترة طويلة فوق الحد. الـجـودة: هـذا العامل بحقيقة أن الشركات الأقـل خطورة والأكثر أمانا تميل إلى تحقيق أداء أفضل من الشركات الأكثر خطورة والأكثر مديونية. غالبا ما يعزى العامل إلى الطريقة التي يدفع فيها المستثمرون بشكل منهجي أقل من اللازم للشركات ذات نماذج الأعمال المملة والدفاعية. التقلب: يستند إلى ملاحظة أن الأسهم الجامدة ذات الحركة الواهنة تميل إلى التفوق على الأسهم الأكثر تقلبا مع مرور الوقت، علىعكس الرأي القائل ينبغي تعويض المستثمرين عن المخاطر الإضافية المتمثلة في شراء أسهم أكثر اضطرابا. الـحـجـم: هــو أحـــد الـعـوامـل المعروفة أكــ . وهـو يلتقط ميل الأسهم الأصغر لتحقيق أداء أفضل مــن الأســهــم الأكـــ عــ المــدى الطويل، ربما لأنها أقل بريقا وأكثر خطورة. من 2 اتحاد غير مألوف بين العوامل المتعارضة في السوق يمكن أن يؤدي إلى إرسال مليارات الدولارات باتجاه أسهم القيمة. اصطدام الزخم والقيمة يغير ديناميكية سوق الأسهم متداول في بورصة الأسهم في نيويورك. روبن ويجلزويرث وماديسون داربيشاير ولورنس فليتشر من لندن دائما ما يكون هناك أشخاص تغيب عنهم القصة الرئيسة لعصرهم. لا شك أن بعضهم اعتقد أن القادة في باريس في كانوا جميعا متحمسين 1917 أو بتروجراد في أوائل 1789 بشأن العروض الجانبية. هناك شيء مماثل يحدث الآن: هوس "باليقظة" والحروب الثقافية في لحظة تحول اقتصادي. إذا وجدت نفسك متحمسا للغاية بشأن تمثال تشرشل أو سحب ستة كتب للدكتور سوس، عندها ربما ستبقى عالقا في مباراة الصراخ العالمية بشأن الهوية التي شجعها رئيس أمريكي لم يعد موجودا. القضية التحويلية فيجميع أنحاء العالم الآن هي، بعبارة المستشار السياسي الديمقراطي السابق، جيمس كارفيل، الخالدة "الاقتصاد أيها الغبي". هذا الأمر هو أوضح ما يمكن في الولايات المتحدة. مرر جو تريليون دولار. 1.9 بايدن حزمة تحفيز من المالية العامة بقيمة ويأمل بإضافة حزمة استثمار أخرى طويلة الأمد - معظمها للبنية التحتية - بقيمة ثلاثة تريليونات دولار. مجتمعتان، يقترب هذا من ربع الناتج المحلي الإجمالي، أكثر بكثير من برامج "المجتمع العظيم" التي طرحها ليندون جونسون والإنفاق العسكري في الستينيات. ساحة المعركة للحد من تغير المناخ وتحقيق العدالة العرقية الأمريكية هي الآن مادة الإنفاق الحكومي. محاكمة الشرطي السابق في مينيابوليس، ديريك شوفين، بتهمة قتل جورج فلويد هي أكثر عاطفية لكنها أقل أهمية. السبب الرئيس لوفاة الأمريكيين السود حين تكون أعمارهم أقل ستة أعوام في المتوسط من المواطنينفي الدولة نفسها ليسعنف الشرطة بل الفقر، الذي ستعمل حزمة التحفيز التي أطلقها بايدن على خفضه. مشروع قانون البنية التحتية الذي أطلقه يهدف إلى تحقيق اقتصاد أكثر التزاما بسلامة البيئة والعدالة العرقية في آن معا. لننظر إلى الاقتراحات لإزالة الرصاص من مياه الشرب في المدن المليئة بالأمريكيين السود مثل فلينت في ميشيجان، أو الأجـور والمزايا الإضافية للعاملين في الرعاية الصحية المنزلية، معظمهم من النساء الملونات. يمكنك الاعتراض على مشاريع القوانين التي أطلقها بايدن والقول إنها لن تحقق أهدافها أو تتسببفي التضخم. لكن هذا هو النقاش المهم. الهوس بشأن التغريدات والحروب الثقافية الآن أمر غير صادق من الناحية الفكرية. في الدول الغنية الأخرى، ستتحول الأزمة الصحية قريبا إلى أزمة اقتصادية. في غضون أشهر، سيكون الاتحاد الأوروبي قد قام بتطعيم الجزء الأكبر من سكانه. بعد ذلك سيكون عليه أن يتعافى بطريقة ما من أسوأ فترة ركود له منذ الثلاثينيات. هنا أيضا، توجد إمكانية للتغيير التحويلي: اقتراحات الولايات المتحدة لوضع حد أدنى للضريبة المفروضة على الشركات، ونصيحة صندوق النقد الــدولي بفرضضرائـب أعـ على الأغنياء، وصندوق التعافي الذي خطط له الاتحاد الأوروبي مليار يورو. 750 بقيمة في الدول ذات الدخل المنخفضمن المحتمل أن يقتل كوفيد بسبب الانهيار الاقتصادي عددا من الناس أكثر مما يقتل بسبب العدوى. أدى الوباء إلى زيادة أعداد الناس الذين يعيشون في مليون 124 حالة فقر على نحو "غير مسبوق حقا": ما يصل إلى شخص العام المـاضي، معظمهم في منطقة جنوب آسيا، بحسب تقديرات خبراء البنك الدولي. هذه هي الزيادة الأولى . ومن المتوقع حدوث 1998 في معدل الفقر العالمي منذ زيادات أكبر هذا العام. سيكون التأثير مدمرا حتى لغير الأكثر فقرا. آمال العائلة البرازيلية العادية تبددت خلال عقد من الزمن. مع ذلك حتى الآن لا يزال كثير من الناس يفضلون الجدل حول قضايا الهوية. في الأسبوع الماضي، أجرى الأمريكيون عددا من عمليات البحث على جوجل عن "استيقظ" أكثر من بحثهم عن كلمة "اقتصاد"، وعمليات بحث عن "استيقظ" أكثر من البحث عن "بنية تحتية". هذا الهوس بالهوية نرجسيجزئيا. كل شخص لديه هوية، ودعم أو معارضة تمثال في بعض المدن البعيدة يعزز هويتك، بغض النظر عن أن أيا منها ليس 5:30 له أدنى أثر في رفاهية عاملة النظافة في حافلة الساعة صباحا. التعامل مع العالم كلعبة جماعية تلعب فيها هويتك مع الهوية الأخرى لديه ميزة إضافية: من السهل فهمها. الاقتصاد ليس كذلك. في دراسة أجريت العام الماضي لمكتب المملكة في المائة فقط من 47 المتحدة للإحصاءات الوطنية، تمكن مستجيب بريطاني من تعريف مفهوم الناتج المحلي 1600 الإجمالي. أنا أعرف كيف تبدو الأمية الاقتصادية، لأنني كنت أعانيها حتى أوائل العشرينات من عمري. شعرت أن الاقتصاد يجعل العالم يدور لكن لم تكن لدي أي فكرة عن كيفية القيام بذلك، بالتالي فكرت في أشياء أخرى بدلا من ذلك. قرأت الصحف التي عرفت "الأخبار" على أنها خلافات بين السياسيين أو "زلات" من قبل المشاهير. في النهاية وجدت صحيفة علمتني عن مفاهيم غامضة مثل "الناتج المحلي الإجمالي" و"السندات". بعد بضعة أشهر من قراءة "فاينانشيال تايمز"، قررت أن أفضل طريقة لمعرفة كيفية عمل العالم هي الحصول على وظيفة هناك. ما زلت في حيرة من أمري، لكني آمل أن أكون في حيرة الآن بشأن الأشياء المهمة. غالبا ما تكون النقاط المفقودة القائمة على الهوية متعمدة. كل صباح، ينقب السياسيون الأصليون في الأخبار بحثا عن أكثر أنواع غضب الاستيقاظ - في عالم كبير، يوجد واحد دائما - ثم يقضون اليوم في الحديث حوله. هذه ظاهرة قديمة، أوضحها : محاولة من المحافظين 1972 عالم الاجتماع ستانلي كوهينفي لإثـارة الذعر الأخلاقي حول مجموعة من الشباب يعرفون بـ"الشياطين الشعبية". "كتيبة اليقظة" هي فقط الأحدث في سلالة الشياطين الشعبية التي تمتد عبر الإرهابيين "المفترسين الفائقين" والهبيين إلى أوائل الستينيات من القرن الماضي. بالغ الجناح اليميني في تضخيم مخاطر كل هذه الجماعات. تتطلب محاولة فهم عصرنا اختيار ساحة المعركة المناسبة. في الوقت الحالي، هذه الساحة هي الاقتصاد. في الدول ذات الدخل المنخفض من المحتمل أن يقتل كوفيد بسبب الانهيار الاقتصادي عددا من الناس أكثر مما يقتل بسبب العدوى. دعك من الهوية .. الاقتصاد هو المهم الآن من باريس سايمون كوبر NO. 10059 ، العدد 2021 أبريل 26 هـ، الموافق 1442 رمضان 14 الإثنين 12
Made with FlippingBook
RkJQdWJsaXNoZXIy Mjc5MDY=