aleqt (10056) 2021/04/23

الرأي 13 بينما كانت أغلب دول العالم ترتعد خوفا وخشية من تفشي فيروس كورونا، كان العلماء السويديون يديرون ظهرهم للأصوات الخافتة التي كانت تنتقد المواقف الرسمية وطريقة تعاملها مع الجائحة. وكان العالم تقريبا برمته يقف مشدوها للوضع في السويد، والصحافة العالمية تنقل صورا وفيديوهات للمرافق العامة والمطاعم والأسواق وهي مكتظة بالناس دون أدنى مراعاة للضوابط القسرية القاسية التي فرضتها أغلب دول العالم منها المجاورة لها. هل تقتص الجائحة من عدم اكتراث السويد لها؟ يبدو أن فـروس كورونا القاتل أبى إلا أن يقتص من السويد لما أبدته من استهانة واستخفاف بوطأته وشدة بأسه. نقلنا في هذا المقال تجربة السويد في احتواء الجائحة التي كانت ولا تزال إلى حد ما عدم الاكتراث وكأن الفيوس لا يختلف كثيا عن الفيوسات المعروفة الأخرى المسببة لنزلات البرد في الشتاء. وللسويد باع طويل وربما قصب السبق في العالم بقدر تعلق الأمـر بمعالجة الفيوسات. علم الفيوسات مادة منهجية معتمدة في الكليات الطبية والصحية التي تمنحها أهمية خاصة. وللعلماء السويديين مكانة بـارزة في العالم في سلم النشر العلمي والتأليف في هذا المضمار، حيث يعد كتاب علوم الفيوسات الثخين الذي يتم تدريسه في الاختصاصات الطبية والصحية من أفضل ما هو متوافر حاليا في عالم الجامعات. وتتعامل السويد وعلماؤها وأطباؤها مع مئات من الفيوسات، وعلى حد علمي للباحثين هنا معرفة عريضة وشبه متكاملة فيوس من شتى الأنواع التي 400 لأكثر من تضرب السويديين وهم غي قلقين. وكم كان علماؤهم - أو شريحة كبية منهم - على خطأ عندما تصوروا أن فيوس كورونا المسبب للجائحة ليس إلا فيوسا آخر وأن في إمكانهم قهره كما قهروا مئات الفيوسات الأخرى. وبينما كانت أغلب دول العالم ترتعد خوفا وخشية من تفشي فيوس كورونا، كان العلماء السويديون يديرون ظهرهم للأصوات الخافتة التي كانت تنتقد المواقف الرسمية وطريقة تعاملها مع الجائحة. وكان العالم تقريبا برمته يقف مشدوها للوضع في السويد، والصحافة العالمية تنقل صورا وفيديوهات للمرافق العامة والمطاعم والأسواق وهي مكتظة بالناس دون أدنى مـراعـاة للضوابط القسرية القاسية التي فرضتها أغلب دول العالم منها المجاورة لها. قبل نحو شهرين، غيت السويد سياستها وفرضت بعض الإجـــراءات، بيد أنها لا ترتقي أبـدا إلى تلك التي فرضتها دول أوروبية أخرى. أغلب الإجراءات السويدية طوعية، أي إن الحكومة تعلن إرشادات عامة وتتوقع أن يلتزم الناس بها من تلقاء أنفسهم. السويديون مشهود لهم - وبصورة عامة - منح الحكومات القائمة، من أي لون كانت، ثقتهم العمياء، لكن يبدو أن الأمر يختلف عندما نطلب من الناس تقييد حرياتهم الشخصية طواعية. والـخـروج من المنزل لأي سبب كان للتبضع أو النزهة في الطبيعة أو الأكل في المطاعم أو احتساء القهوة والمشروبات في الأماكن المخصصة لها جزء من الحياة العامة ويستقتل السويديون في سبيلها. لذا الطلب من الناس البقاء في المنازل فيهذا البلد معناه الحكمعليهم بالسجن، وهذا بصورة عامة لا يستسيغونه، ومن هنا لم يتقبل كثي من الناس نصائح الحكومة الخاصة بالتباعد الاجتماعي أو عدم الوجود في الأماكن العامة بكثافة. فلا غرابة أن يضرب معدل الإصابات رقما قياسيا، حيث كان في الأسبوع الماضي الأعــ في أوروبــــا، ووصـلـت الحالات الخطية التي تتطلب العناية المركزية إلى أعلى مستوى لها منذ موجة الوباء الأولى. وإن أجرينا مقارنة بالدول المجاورة للسويد، فإن معدل الإصابات والوفيات والحالات الحرجة تصل أضعاف ما لدى هذه الدول. شخصا مصابا 390 هناك أكـ مـن بالفيوس في الرعاية المركزية حاليا في السويد. ورغـم أن الرقم هذا أقل من الأرقـام المتوافرة للحالات الخطية في 550 التي بلغت أكثر من 2020 ربيع عام شخصا في بعض الأسابيع، إلا أنها تعد عالية جدا في بلد في مصاف السويد. مع كل هذا، لم تتزعزع مصلحة وزارة الصحة الوطنية التي تدير استراتيجية احتواء الجائحة دون تدخل يذكر من الحكومة أو البرلمان عن موقفها التبريري، حيث قالت: إن أرقام الوفيات في تنازل وذلك لجهودها في تطعيم كبار السن ضد الفيوس. وأكدت لينا هالينجرين وزيرة الصحة أن السويديين بدأوا يستجيبون بإيجابية إلى النصائح والإرشادات العامة التي تقدمها الـــوزارة دون أن تفصح كيف أو تقدم أي أدلة. لو كان الأمر كما تقول الوزيرة لانخفض معدل الإصاباتفي أقل تقدير. الــــوزرات والمـؤسـسـات الـكـ ى في السويد لها صلاحيات واسعة تمكنها من الوقوف ندا للحكومات القائمة. وأيدها الرأي رئيس الوزراء الذي يبدو أن لا حيلة له أمام الصلاحيات الدستورية الواسعة لوزرائه، حيث أكد بـدوره أن السويد لن تحتاج إلى فـرض إجــراءات صارمة. مـا يخشاه بعض الـنـاس، خصوصا الفئات سريعة التأثر بالفيوس، هو نشر تعليمات جديدة بناء على نصائح من وزارة الصحة، لتخفيف الإجراءات الحالية التي هي أساسا غي ملزمة في الثالث من الشهر المقبل أيار (مايو) موعد مراجعة الوضع العام للجائحة. تقنية الجيل السادس والأثر المتوقع لا يزال الحديث مبكرا عن أبرز خصائص اتصالات ، خصوصا أن شبكة الجيل الخامس 6G الجيل السادس من الاتـصـالات الخلوية ما زالـت في طـور الإطـ ق والتطوير. لكن لم يثن ذلك عديدا من مراكز الأبحاث والشركات المهتمة بتطوير وصناعة الاتصالات من السبق والمواصلة في رسم وتطوير ملامح الجيل الجديد من الاتصالات اللاسلكية عبر المبادرات أو المشاريع البحثية والتطويرية. من المتوقع أن يستغرق العمل على تطوير أنظمة الجيل السادس ووضع المواصفات القياسية لها عقدا كاملا لتكتمل جاهزيته . من الأمثلة على 2030 للإطلاق التجاري في عـام Next G Alliance تلك المبادرات النوعية، تحالف والمكون من مجموعة من كبار مطوري ومشغلي شبكات الاتصالات اللاسلكية والأنظمة الحاسوبية لتعزيز القيادة العالمية لأمريكا الشمالية في تطوير الجيل الخامس وإطلاق الجيل السادس من الاتصالات. تأتي هذه الخطوة الاستباقية لهذا التحالف لوضع خريطة طريق لتهيئة السوق العالمية لتقنية الجيل السادس وتسويقها تجاريا. تدور التكهنات حول أبرز سمات الجيل المقبل من الاتصالات حول سرعات فائقة لنقل البيانات ستلبيها تقنيات الجيل الجديد، إضافة إلى زيادة كفاءة الشبكات الخلوية بشكل عام عبر مشاركة الطيف الـ ددي. من الميزات أيضا تعزيز اللامركزية في البنية التحتية للشبكات ممكنة بذلك للوصول للخدمة في أوقات قياسية، وكذلك تمكين الاستخدامات التي تتطلب أوقـات استجابة سريعة جـدا. أيضا ستتجه تقنيات الاتـصـال في الجيل الـسـادس باستغلال مزيد من ترددات الطيف العالية التي تصل إلى ما يسمى ترددات التي لم يسبق استخدامها Terahertz التياهيتز في تقنيات الاتصال اللاسلكي. لكن يواجه المطورون لأنظمة الجيل السادس تحديات تتمثل في صعوبة إرسال البيانات على ترددات عالية جدا لمسافات بعيدة بسبب عوامل الرطوبة على سبيل المثال. أيضا ما زالت الأبحاث والتجارب تجري على قدم وساق لإنتاج رقاقات أو معالجات إلكترونية قادرة على التعامل مع الكم الهائل من البيانات والإشارات عالية التردد، التي تعد حجر زاويـة في أنظمة استقبال وإرسـال الاتصالات اللاسلكية. كما يقدر طرح سؤال، ما الذي سيستفيده المستخدم النهائي من إطلاق تلك التقنية في الأسواق وما الأثر المتوقع؟ قد يلحظ المستخدم الفرق في التجربة الكلية مثل مشاهدة الأفلام عالية الدقة أو ألعاب الفيديو، لكن الأثر قد يكون أكبر من ذلك بكثي، كتمكين تقنيات أخرى مثل السيارات المستقلة أو المدن الذكية، أو قد يكون التأثي أبعد من ذلك ليجعل من تطبيقات الخيال العلمي واقعا ملموسا. ونحن في بداية هذا العقد، تفصلنا تقريبا عشرة أعوام حتى تصل تقنية الجيل السادس إلى مستوى من الجاهزية العالية. وإنه يليق بالمملكة أن تقتنص الفرصة بالمساهمة في تطوير هذه التقنية عالميا عبر إطلاق مبادرات نوعية أو إنشاء شراكات بين مشغلي ومزودي خدمات الاتصالات من جهة ومراكز الأبحاث والتطوير من جهة أخرى. إن مثل هذه المبادرات تسهمفي تعزيز الاقتصاد القائم على الابتكار في المملكة الذي ينسجم .2030 مع ركيزة اقتصاد مزدهر، إحدى ركائز رؤية 1987 أسسها سنة الأمير أحمد بن سلمان بن عبدالعزيز جريدة العرب الاقتصادية الدولية www.aleqt.com 1992 أسسها سنة هشام ومحمد علي حافظ رئيس التحرير عبدالرحمن بن عبدالله المنصور مساعد رئيس التحرير عبدالله البصيلي مديرو التحرير علي المقبلي سلطان العوبثاني حسين مطر المراسلات باسم رئيس التحرير edit@aleqt.com » 3 من 2 إدارة التعافي بمساراته المتباعدة « يظهر التعافي المتباين داخل البلد الواحد أيضا، حيث تظل العمالة الشابة والأقـل مهارة أكثر تـ را من الأزمــة. كذلك شهدت النساء مزيدا من المعاناة، خاصة في الأسـواق الصاعدة والاقتصادات النامية. ولأن الأزمة أدت إلى تسارع قوى التغيي الممثلة في الرقمنة والأتمتة، فكثي من الوظائف التي فقدت لا يرجح أن تعود، ما يتطلب إعادة توزيع العمالة عبر القطاعات، وهو ما يحمل معهفي الأغلب تقليصا حادا للدخول. وقد أمكن الحيلولة دون نتائج أسوأ بكثي، بفضل سرعـة تحرك السياسات عالميا، بما في ذلك الدعم المالي الذي تريليون دولار. وتشي تقديراتنا إلى 16 بلغ أن الانهيار الحاد في العام الماضي كان يمكن أن يكون أسوأ بثلاثة أضعاف لولا هذا الدعم. ونظرا لأنـه قد تم تجنب وقـوع أزمة مالية، فمن المتوقع أن تكون خسائر المدى المتوسط أقل من الخسائر التي أعقبت ، بنسبة 2008 الأزمة المالية العالمية لعام في المائة. غي أنه على خلاف 3 تبلغ نحو ، فإن الأسـواق 2008 ما حدث بعد أزمـة الصاعدة والدول منخفضة الدخل هي التي يتوقع أن تعاني ندوبا أكبر، نظرا لامتلاكها حيزا أضيق للتصرف من خلال السياسات. غي أن توقعاتنا يخيم عليها قدر كبي من عدم اليقين. ومن شأن تسريع التقدم في عمليات التطعيم أن يـؤدي إلى رفع التنبؤات، لكن استمرار الجائحة لفترة أطول مع وجود سلالات جديدة متحورة من الفيوس قادرة على تجنب تأثي اللقاح يمكن أن يتسبب في خفض حاد للتوقعات. وحــالات التعافي التي تتقدم بسرعات متعددة يمكن أن تنشئ مخاطر مالية إذا ارتفعت أسعار الفائدة في الولايات المتحدة بطرق غي متوقعة. ومن شأن هذا أن يتسبب في انهيار غي منظم لتقييمات الأصــول المتضخمة، وتشديد الأوضـاع المالية بدرجة حـادة، علاوة على تدهور احتمالات التعافي، خاصة بالنسبة لبعض الأسواق الصاعدة والاقتصادات النامية التي تعتمد على الرفع المالي الفائق. وبشأن التعاون من أجل فرصة عادلة للجميع، فإنه يحتاج صناع السياسات إلى مواصلة دعم اقتصاداتهم، بينما يواجهون حيزا أضيق للتصرف من خلال السياسات ومستويات مديونية أعلى مقارنة بما قبل الجائحة. ويتطلب هذا اتخاذ تدابي أفضل في الاستهداف بغية ترك مجال للدعم المطول إذا دعت الحاجة إليه. ومع حالات التعافي التي تتقدم بسرعات متعددة يصبح من الــ وري اتباع منهج يتلاءم مع كل حالة على حـدة، حيث يتم ضبط السياسات جيدا حسب مرحلة الجائحة وقوة التعافي الاقتصادي والخصائص الهيكلية لكل بلد. أما الآن، فينبغي أن ينصب التركيز على الإفلات من براثن الأزمة الصحية بإعطاء أولوية للإنفاق على الرعاية الصحية، أي على عمليات التطعيم والعلاج والبنية التحتية للرعاية الصحية. وينبغي التأكد من دقة توجيه الدعم المقدم من المالية العامة إلى الأسر والـ كـات المـتـ رة. كذلك ينبغي للسياسة النقدية أن تظل تيسيية ما دام التضخم على المسار الصحيح، مع اعتماد منهج استباقي في معالجة مخاطر الاستقرار المــالي باستخدام الأدوات الاحترازية الكلية. ومع التقدم في دحر الجائحة وعودة أوضاع سوق العمل إلى طبيعتها، ينبغي التوقف بالتدريج عن تقديم الدعم من قبيل تدابي الحفاظ على العمالة. ففي تلك المرحلة، ينبغي التركيز أكثر على إعادة توزيع العمالة، بما في ذلـك عن طريق الدعم المالي الموجه لتشغيل العمالة، وإعادة صقلهم بمهارات جديدة... يتبع. يحتاج صناع السياسات إلى مواصلة دعم اقتصاداتهم، بينما يواجهون حيزا أضيق للتصرف من خلال السياسات ومستويات مديونية أعلى مقارنة بما قبل الجائحة. ويتطلب هذا اتخاذ تدابير أفضل في الاستهداف بغية ترك مجال للدعم المطول إذا دعت الحاجة إليه. ومع حالات التعافي التي تتقدم بسرعات متعددة، يصبح من الضروري اتباع منهج يتلاءم مع كل حالة على حدة. NO. 10056 ، العدد 2021 أبريل 23 هـ، الموافق 1442 رمضان 11 الجمعة د. ليون برخو leon.barkho@ihh.hj.se د. محمد راشد الشريف * أستاذ هندسة الاتصالات المشارك جيتا جوبيناث * المستشارة الاقتصادية ومديرة إدارة البحوث - صندوق النقد

RkJQdWJsaXNoZXIy Mjc5MDY=