aleqt (10051) 2021/04/18

الرأي في ضوء هذه المشاريع التي تنفذها المملكة في مجالات الطاقة البديلة، فإن المملكة تأتي في مقدمة الدول التي أولت اهتماما ملحوظا بمشاريع الطاقة البديلة، ومن أجل ذلك أسست المملكة منذ عقود طويلة مؤسسات تعنى باكتشاف الطاقة البديلة والمتجددة مثل: مدينتي الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية، والملك عبدالله للطاقة الذرية والمتجددة، وكلفت هذه المؤسسات باكتشاف مزيد من موارد الطاقة البديلة والمتجددة. الطاقة الشمسية تتصدر مشاريع الطاقة البديلة نستطيع الــقــول، إن المملكة دخلت بقوة في مجالات الطاقة البديلة من خلال تنفيذ مجموعة مشاريع في الطاقة الشمسية. وقد افتتح ولي العهد الأمير محمد بن سلمان خلال الأسبوع الماضي مشروع محطة سكاكا لإنتاج الكهرباء من الطاقة الشمسية، التي تعد خطوة اقتصادية مهمة على طريق استغلال الطاقة المتجددة في المملكة، وفي القريب سيكتمل تنفيذ مشروع محطة دومة الجندل لإنتاج الكهرباء من طاقة الرياح. وفي مناسبة افتتاح ولي العهد لمشاريع في الطاقة الشمسية حرص على تأكيد أن مشاريع الطاقة البديلة تشهد اليوم توقيع اتفاقيات لسبعة مشاريع جديدة لإنتاج الكهرباء من الطاقة الشمسية في مناطق مختلفة من المملكة، وستصل الطاقة الإنتاجية لهذه المشاريع إضافة إلى مشروعي سكاكا ودومة ميجاوات، كما أنها 3600 الجندل إلى أكثر من ألف 600 ستوفر الطاقة الكهربائية لأكثر من وحدة سكنية، وستخفض أكثر من سبعة ملايين طن من الانبعاثات المسببة للاحتباس الحراري. ومن خلال حديث ولي العهد، فإن بعض هذه المشاريع حققت أرقاما قياسية جديدة تمثلت في خفض تكلفة شراء الكهرباء المنتجة من الطاقة الشمسية في العالم، حيث بلغت 1,04 تكلفة شراء الكهرباء من مشروع الشعيبة سنت أمريكي لكل كيلووات ساعة، وستتبع هذه المشاريع - بإذن الله - مشاريع أخرى للطاقة المتجددة وسنعلن عنها في حينها. وأيضا من خلال حديثه عن مشاريع الطاقة البديلة في المملكة نستشف ونعرف أن هذه المشاريع وغيرها من مشاريع الطاقة المتجددة التي يجرى تنفيذها في مختلف مناطق المملكة تمثل عناصر جوهرية في الخطط الرامية إلى الوصول إلى مزيج الطاقة الأمثل لإنتاج الكهرباء التي تستهدف أن تصبح حصة كل من الغاز ومصادر الطاقة المتجددة في هذا ، ونأمل 2030 في المائة بحلول 50 المزيج نحو أن يحل الغاز والطاقة المتجددة محل ما يقارب مليون برميل بترول مكافئ من الوقود السائل يوميا. وتجسد هـذه المشاريع جهود المملكة الرامية إلى توطين قطاع الطاقة المتجددة، وتعزيز المحتوى المـحـي فـيـه، وتمكين صناعة مكونات إنتاج الطاقة الشمسية وطاقة الرياح محليا لتصبح المملكة خلال الأعوام العشرة المقبلة مركزا عالميا للطاقة التقليدية والمتجددة وتقنياتها. ويـرى ولي العهد أن مبادرتي السعودية الخضراء، والشرق الأوسط الأخضر، إضافة إلى المشاريع التي نشهد اليوم انطلاقاتها تمثل أجزاء جوهرية من دور المملكة الريادي تجاه القضايا الدولية المشتركة، وتعد استكمالا للجهود التي بذلتها المملكة خـ ل فترة رئاستها مجموعة العشرين، التي نتج عنها تبني المجموعة لمفهوم الاقتصاد الدائري للكربون، الذي يسهم في تسريع استعادة توازن انبعاث الغازات المسببة للاحتباس الـحـراري، فإن هذه المشاريع تعزز سجلنا في مجال الطاقة المتجددة، كما أنها تضاف إلى المكانة التي نتمتع بها في مجال الطاقة بشكل عام. فيضوء هذه المشاريع التي تنفذها المملكة في مجالات الطاقة البديلة، فإن المملكة تأتي في مقدمة الدول التي أولت اهتماما ملحوظا بمشاريع الطاقة البديلة، ومن أجل ذلك أسست المملكة منذ عقود طويلة مؤسسات تعنى باكتشاف الطاقة البديلة والمتجددة مثل: مدينتي الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية، والملك عبدالله للطاقة الذرية والمتجددة، وكلفت هذه المؤسسات باكتشاف مزيد من موارد الطاقة البديلة والمتجددة. وهكذا، فإن العالم يتجه بقوة في هذه الأيام نحو البحث عن طاقات بديلة ومتجددة. وإذا رجعنا إلى الأسباب الكامنة وراء هذا الموقف العالمي من المــورد الواحد الذي اعتمدت عليه دول العالم لعقود طويلة خلت، وهو البترول، نجد أن العالم يريد أن يتفادى البترول لسببين، السبب الأول أن البترول مادة ناضبة، وأنه في المستقبل القريب أو البعيد سيغيب عن الأسواق رضينا أم أبينا. أمـا السبب الثاني فهو أن البترول يفرز انبعاثات سامة تتسبب في إلحاق أضرار بالغة بالبيئة، أي أن مشتقات البترول ملوثة للبيئة، وهو ما حذرت منه قمة العشرين التي عقدت في العاصمة الرياض، وطالبت كل 2020 في دول العالم بالابتعاد عن استخدام كل ما يضر البيئة ويلوث المناخ. وأرجـــو ألا يفهم أننا ندعو إلى خفض استخدام الطاقة، بل نحن نؤكد حقيقة لا شك فيها، وهي أن محاولات خفض استخدام الطاقة هي محاولات يائسة وبائسة، والدول سواء كانت دولا متقدمة أو ناشئة أو دولا نامية، فإنها تتجه إلى استخدام واسع للكهرباء، ولن تكون هناك حضارة إذا لم تستخدم المدن مزيدا من الكهرباء لتحقيق التنمية والنمو في جميع المجالات، وإذا سلمنا بهذه الحقيقة، فإن الطلب العالمي على الطاقة في تزايد ولا يمكن إيقافه أو حتى التخفيف منه. ويفيد المشهد الـدولي حاليا أن الأزمـات السياسية التي تجتاح العالم كأزمة المفاعل النووي الإيــراني أدت إلى حشر البترول في الـقـرارات السياسية ما حدا الغرب باتخاذ قــرارات بوقف شراء البترول الإيــراني عقابا لإيران على إصرارها في الاستمرار في مشروعها النووي المغرض والمريب. وإزاء هذا الحشد من مشكلات الطاقة، فـإن خـادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وجه بــ ورة تنويع مصادر الطاقة، من خلال تنشيط وتفعيل أعمال مدينتي الملك عبدالعزيز والملك عبدالله للطاقة البديلة. الاستثماراتالثنائية والتوازن الاقتصادي خلال العقود الماضية، ارتفع الوزن الاقتصادي لدول الجنوب: "الـدول الواقعة خارج مجموعة السبع وأوروبا الغربية" ارتفاعا حادا مقارنة بالدول الواقعة في الشمال: "كندا واليابان والولايات المتحدة ودول أوروبـا الغربية". ومن المعروف جيدا أن دول الجنوب تسهم بنسبة متزايدة من النشاط الاقتصادي العالمي والتجارة الدولية، ولكن دور الجنوب في التمويل العالمي لم يحظ بقدر كاف من البحث، وهذا يعود إلى أسباب جغرافية واقتصادية متنوعة. ولفهم دور دول الجنوب في الاستثمارات الدولية، قمنا بتجميع بيانات فريدة تتيح لنا مقارنة الاستثمارات المتدفقة من الجنوب وإليه بالاستثمارات المتدفقة من الشمال وإليه. ونحن هنا نجمع بين أنـواع مختلفة من الاستثمارات، تشمل القروض والودائع المصرفية، والاستثمار في محافظ الأوراق المالية، والاستثمار الأجنبي المباشر، والاحتياطيات الدولية. وتنظر معظم الأعمال السابقة في كيفية قيام الدول بالاستثمار في بقية العالم. وتكشف بياناتنا الثنائية عن مصادر الاستثمار الدولي ووجهاته، ما يسلط الضوء من زاوية جديدة على كيف تتكامل مجموعات الدول المختلفة فيما بينها. وتتضمن ورقة بحثية صدرت أخيرا نتائج تشير إلى صعود نجم دول الجنوب في مجال التمويل العالمي، حيث وجدنا أن الاستثمارات الدولية بين دول الشمال والجنوب قد اتسعت بوتيرة أسرع كثيرا مقارنة بتوسعها داخل دول الشمال، وشهد التكامل المـالي داخـل دول الجنوب نفسه نموا ، كانت دول الجنوب تسهم 2018 أسرع. وبحلول في المائة من القروض 40 و 24 بنسبة تراوح بين والودائع الدولية، والاستثمار في محافظ الأوراق المالية، والاستثمار الأجنبي المباشر، ويزيد ذلك .2001 نحو عشر نقاط مئوية على مستواه في وهذه الاتجاهات لا تظهر في قيمة الاستثمار فحسب، بل أيضا في الروابط الجديدة بين الدول، حيث تتزايد الروابط القائمة فيما بين دول الجنوب من جهة، ومـع الــدول الأخــرى في الشمال من جهة أخـرى. وتصدق هذه النتائج عبر كثير من المجموعات الثنائية من الدول. ولا يرجع ذلك إلى وجود عدد قليل من الدول الكبيرة في الجنوب، مثل الصين. فهذه النتائج تظل كما هي حتى عندما نقوم بدمج المراكز المالية في الخارج في هذا التحليل. تجدر الإشـارة إلى أن هذه الروابط الحديثة، وإن كانت عديدة، لم تقم سوى بدور محدود في نمو دول الجنوب إلى الآن، نظرا لأنها لا تمثل سوى حصة صغيرة من قيمة الاستثمارات. بيد أنه إذا ما توسعت الروابط الجديدة في المستقبل عاما 20 بقدر اتساع الروابط القديمة على مدى الـ الأخـ ة، فإن دور دول الجنوب سيواصل النمو وستزداد أهميته، وقد تنافس دول الشمالفي نهاية المطاف في مجال المعاملات المالية العالمية من خلال قدرتها على التعامل والتعاطي مع المتغيرات الاقتصادية الكثيرة. » 2 من 1 نوبات الركود الاقتصادي وتركة الجائحة « تسبب نوبات الركود أضرارا جسيمة غالبا ما يستمر أثرها لفترة طويلة. فالأعمال تغلق أبوابها، والإنفاق الاستثماري يخضع للتخفيض، والناس يعانون البطالة وقد يفقدون مهاراتهم ودافعهم للعمل مع مرور الشهور الطويلة. ولكن الركود ليس بالركود 19 - الذي جلبته جائحة كوفيد العادي. فمقارنة بالأزمات العالمية السابقة، كان الانكماش مفاجئا وعميقا – حسب البيانات ربع السنوية، تجاوز انخفاض الناتج العالمي المستوى الـذي سجله إبـان الأزمــة المالية العالمية بنحو ثلاثة أضعاف، وفي نصف المدة. وبفضل إجراءات السياسة غير المسبوقة، أمكن تجنب الضغط المالي النظامي إلى حد كبير حتى الآن – وهو الضغط الذي يصاحب الضرر الاقتصادي طويل الأمد. غير أن مسار التعافي لا يزال محفوفا بالتحديات، خاصة بالنسبة للدول التي تمتلك حيزا ماليا محدودا، ويـــزداد صعوبة بسبب التأثير المتفاوت للجائحة. وبشأن الحديث عن دروس من التاريخ سيعتمد مدى التعافي على مدى استمرارية الأضرار الاقتصادية، أو "الندوب" الباقية، على المدى المتوسط. وسيختلف هذا الأمر باختلاف الـدول، تبعا لمسار الجائحة في المستقبل، ونسبة القطاعات التي تتسم بكثافة المخالطة المباشرة، وقدرة مؤسسات الأعمال والعاملين على التكيف، ومدى فاعلية الاستجابات التي تصدرها السياسات. وهذه الأمور المجهولة تجعل من الصعب التنبؤ بمدى عمق الندوب الناجمة عن الأزمة، ولكن هناك بعض الـــدروس التي يمكننا استقاؤها من التاريخ. فنوبات الركود الحاد في الماضي، ولا سيما تلك العميقة، ارتبطت بخسائر مستمرة في الناتج من جراء انخفاض الإنتاجية. وعلى الرغم من أن الجائحة حفزت زيـادة التحول الرقمي والابتكار في عمليات الإنتاج والتسليم – على الأقل في بعض الدول – فإن عملية إعادة توزيع الموارد للتكيف مع وضع معتاد جديد قد تكون أكبر مما كان مطلوبا في فترات الركود السابقة، ما يؤثر في نمو الإنتاجية في المستقبل. وهناك مخاطرة أخـرى مدفوعة بالجائحة تتمثل في تصاعد القوة السوقية للشركات المهيمنة التي تزداد رسوخا في الأسواق بينما ينهار منافسوها. وقد تأثرت الإنتاجية بالاضطرابات التي في شبكات الإنتاج. 19 - أحدثتها جائحة كوفيد فالقطاعات كثيفة المخالطة، مثل الفنون والترفيه، والإقامة والمطاعم، وتجارة الجملة والتجزئة، هي قطاعات أقل مركزية في شبكات الإنـتـاج، مقارنة بقطاع الطاقة مثلا. ولكن التحليل التاريخي يوضح أنه حتى الصدمات التي تصيب هذه القطاعات الثانوية يمكن أن تتضخم كثيرا من خلال انتقال التداعيات إلى قطاعات أخرى. فعلى سبيل المثال، يمكن أن يؤثر إغلاق المطاعم في المـزارع وبعض المصانع، ما يقلل الطلب على الجرارات وغيرها من الآلات الزراعية. وبالتالي، فرغم تركز الأثر المبدئي للجائحة في قطاعات الخدمات الأكثر اعتمادا على المخالطة المباشرة، فإن حجم الاضطراب المترتب على ذلك أدى إلى هبوط واسع النطاق في النشاط الاقتصادي. وحـول انعكاسات المـدى المتوسط رغم النمو الذي فاق التوقعات في سياق تعافي ،19 - الاقتصاد العالمي من صدمة كوفيد نتوقع أن يكون الناتج العالمي على المدى 2024 في المائة في 3 المتوسط أقل بنحو من مستوى التوقعات السابقة على الجائحة. ونظرا للحفاظ على الاستقرار المالي إلى حد كبير في سياق الجائحة، فستكون هذه الندوب المتوقعة أقل مما شهدناه عقب الأزمة المالية العالمية... يتبع. رغم النمو الذي فاق التوقعات في سياق تعافي ، نتوقع أن 19 - الاقتصاد العالمي من صدمة كوفيد يكون الناتج العالمي على المدى المتوسط أقل بنحو من مستوى التوقعات السابقة 2024 في المائة في 3 على الجائحة. ونظرا للحفاظ على الاستقرار المالي إلى حد كبير في سياق الجائحة، فستكون هذه الندوب المتوقعة أقل مما شهدناه عقب الأزمة المالية العالمية. 1987 أسسها سنة الأمير أحمد بن سلمان بن عبدالعزيز جريدة العرب الاقتصادية الدولية www.aleqt.com 1992 أسسها سنة هشام ومحمد علي حافظ رئيس التحرير عبدالرحمن بن عبدالله المنصور مساعد رئيس التحرير عبدالله البصيلي مديرو التحرير علي المقبلي سلطان العوبثاني حسين مطر المراسلات باسم رئيس التحرير edit@aleqt.com NO. 10051 ، العدد 2021 أبريل 18 هـ، الموافق 1442 رمضان 6 الأحد 11 dr.amin.saaty@gmail.com د. أمين ساعاتي * كاتب اقتصادي وعضو هيئة تدريس سونالي داس / فيليب وينجندر * خبيران اقتصاديان - صندوق النقد فرناندو بونر / تاتيانا ديدييه / جويتز فون بيتر * خبراء اقتصاديون - البنك الدولي

RkJQdWJsaXNoZXIy Mjc5MDY=