aleqt (10051) 2021/04/18

الرأي للخير عنوان يعد القطاع الخيري من أهـم القطاعات الحيوية والاقتصادية في السعودية، ذلك أنه الذراع الحقيقية لتحقيق معنى الصدقة والزكاة في الإسلام من جانب، وتحقيقا لمفهوم المسؤولية الاجتماعية من جانب آخر. ولذلك جبل كثير من المسلمين على تحري شهر رمضان لدفع الصدقات والتبرعات للمحتاجين، كما يجعله بعضهم توقيتا لحساب تمام الحول الموجب للزكاة، ولهذا ينشط العمل الخيري بشتى أشكاله سواء من قبل المتبرعين الذي يرغبون في دفع الزكاة الواجبة في أموالهم أو من قبل المتطوعين الذي يبحثون عن المستحقين ويعملون وسطاء بين دافعي الزكاة ومن يستحقها. وهذا التطوع أو التوسط، إن جاز التعبير، كان غير منضبط لفترة قبل أن تولي الدولة اهتمامها لهذا القطاع بشكل تام، حيث تمت إعادة تنظيم وهيكلة أعمال الجمعيات الخيرية، وأصبح الدفع يتم من خلال نقاط البيع الإلكترونية، أو من خلال الإيداع المباشرفي الحسابات الموثقة. لكن هذه الجهود أيضا لم تكن كافية حتى صدرت توجيهات الأمير محمد بن سلمان ولي العهد رئيس مجلس إدارة الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي (سدايا) بإطلاق منصة إحسان امتدادا لحرصه على وصول المال إلى مستحقيه فعلا، ولاستمرار دعـم العمل الخيري وتطوير القطاع غير الربحي ورفع كفاءته وموثوقية أدائــه. ويـأتي تـ ع خـادم الحرمين الشريفين الملك سلمان وولي العهد الأمير محمد مليون ريــال، دلالـة على 30 بن سلمان بمبلغ ثقة القيادة بأعمال منصة إحسان ومشاريعها، وفي هذا تأكيد على جودة ودقة آليات الإشراف والحوكمة التي تتبعها المنصة. ولا شك أن الجهود التي بذلت من أجل تطوير العمل الخيري في المملكة كبيرة ومستمرة، ومن المعلوم أن هذه التبرعات والأعمال الخيرية في طليعة اهتمام القيادة السعودية كنهج ثابت ونموذج يحتذى. وبدعم القيادة السعودية انطلقت الحملة الوطنية للعمل الخيري، التي تهدف إلى تعظيم العمل الخيري الذي سيتواصل طوال شهر رمضان. ومنصة إحسان ليست مجرد موقع أو تسوق إلكتروني للمشاريع الخيرية، بل هي منظومة متكاملة الحوكمة لمفاهيم وقواعد الرقابة الشرعية على أعمال الجهات المعلنة، والرقابة فيها تعمل على مستويين الأول الرقابة الشرعية وتتم من خلال لجنةشرعية تضم أبرز العلماء والمشايخ المعتبرين. كما أن هناك لجنة إشرافية على الأعمال التشغيلية تضم سبع وزارات إلى جانب الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي، ووزارات كـوزارة المـوارد البشرية والتنمية الاجتماعية، الشؤون البلدية والقروية والإسكان، العدل، الصحة، المالية، التعليم، والداخلية، إضافة إلى البنك المركزي، ورئاسة أمن الدولة وهيئة الحكومة الرقمية. هذا النموذج بالشكل الحالي يعد رائدا في حوكمة الرقابة على أعمال هذه المنصة ومشاريعها ويجعلها محل ثقة الناس والمجتمع، فلا مجال للتلاعب واستغلال العمل الخيري لتنفيذ أجندات مشبوهة، أو تحيزات حزبية مقيتة أو تلاعب واحتيال، فالمنصة تضمن من خلال أدوات التقنية الحديثة وصول الأموال بشكل تلقائي إلى الحالات المستفيدة بحسب طبيعة التبرع، فهي مبنية على أحدث المزايا الرقمية واستخدامها لتقنيات الذكاء الاصطناعي وهو ما يساعد على فرز الحالات الأشد احتياجا وعرضها داخل المنصة، وتحديد الأولويات للمتبرعين بحسب شدة الحاجة للطلبات المعروضة. فمنصة "إحسان" ومن خلال استخدامها الذكاء الاصطناعي تعظم أثـر المشاريع والخدمات التنموية، وتسهم في اسـتدامتها. في مختلف مجالات الخير بسهولة وسرعة وموثوقية. كما أن "إحسان" تعالج ثغرة في تطبيق مفهوم المسؤولية الاجتماعية سواء للأفراد أو المنشآت بشكل عام، فهي تسهم في التخصيص الأمثل للموارد الاقتصادية المخصصة لتحقيق المسؤولية الاجتماعية وذلك بهدف ضمان كفاءة استغلال هذه الموارد لتنفيذ مشاريع تنموية، فقد أسهمت بشكل واضحفي إعادة توزيع موارد العمل الخيري والقطاع غير الربحي داخل المملكة، والتركيز على الحالات والاحتياجات التنموية الداخلية بناء على قاعدة قرآنية مفادها "الأقربون أولى بالمعروف". كما لم تغفل المنصة عرض أوجه الخير والعطاء لكل من يستحق الغوث والإعانة، وذلك بإشراف مباشر من الجهات المسؤولة التي تضمن وصول الدعم إلى أهله. ومع انطلاق الحملة الوطنية للتبرعات من خلال منصة إحسان ترسم المملكة لوحة فائقة الجمال في تطبيق الذكاء الاصطناعي والتقنيات المتقدمة لتحقيق مفاهيم إسلامية عميقة، من بينها التراحم، التواصل، العطاء، اللحمة الوطنية، والثقة الكبيرة بين القيادة والشعب، كما أنها تعزز مبدأ التكافل الاجتماعي. ينبئنا ادعاء ثالث بأن تحويل العجز المالي إلى نقود لن يكون تضخميا، بل إنه سيمنع الانكماش وحسب. بيد أن هذا يفترض أن الصدمة التي تضرب الاقتصاد العالمي الآن تشبه تلك التي ، عندما تسبب انهيار فقاعة 2008 حدثت في الأصول في إيجاد أزمة ائتمانية، وبالتالي صدمة الطلب الكلي. التفاؤل يسود التطلعات الاقتصادية بعد عـــام يـعـده كــثــ ون الأصــعــب على الاقتصاد العالمي منذ الحرب العالمية الثانية، تسود حاليا نظرة تفاؤلية حول التطورات الاقتصادية من قبل المؤسسات ودور الأبحاث العالمية المتخصصة وقطاعات الأعمال. ويتصدر صندوق النقد الــدولي عـادة قائمة المؤسسات المعنية بالتطورات الاقتصادية العالمية. وصدرت في نيسان (أبريل) الحالي آخر تحديثات تطلعات الصندوق للاقتصاد العالمي وتقديرات النمو التاريخية. وتضمنت التحديثات تخفيفا لتقديرات ، بتحسن 3.3 إلى 2020 تراجع الاقتصاد العالمي في يزيد على نقطة مئوية على توقعاته قبل ستة أشهر. إضافة إلى ذلك، يتطلع الصندوق إلى أن تتعزز معدلات النمو الاقتصادي العالمي هذا العام ؛2021 في 6 والعام المقبل، حيث ستصل إلى نحو العام المقبل. ورفع الصندوق تقديراته للنمو 4.4 الاقتصادي العالمي بسبب زيادة وتيرة التحفيز في بعض الاقتصادات الكبيرة، وخصوصا الولايات المتحدة، كما رفع توقعات معدل النمو الهندي إلى هذا العام. ويستشرف الصندوق أن يتسارع 12.5 النمو الاقتصادي العالمي في النصف الثاني من ، الذي ستدعمه زيادة تغطية اللقاحات لسكان 2021 عديد من الدول القوية اقتصاديا. خففت سياسات الاستجابة الاستثنائية التي اتخذتها دول العالم وطأة الأزمة الاقتصادية التي تسببت فيها جائحة كورونا، وسرعت في الوقت نفسه التعافي منها. وتشير تقديرات صندوق النقد الدولي، إلى أن سياسات الاستجابة للأزمة نجحت ،2020 في خفض معدلات التراجع الاقتصادي في إلى نحو ثلث مستوى تركها من دون تدخل. من جهة أخرى، تؤكد معظم المؤسسات المتخصصةضرورة الاستمرار في سياسات التحفيز المالي والنقدي والتعامل مع آثار الجائحة السلبية، وذلك من أجل إعــادة الاقتصاد العالمي إلى مسيرته المعتادة وخفض آثـار الجائحة السلبية. وتـأتي انحرافات وتباين معدلات النمو الاقتصادي بين دول العالم، وتراجع عدالة توزيع الدخل داخل المجتمعات على رأس الآثار السلبية التي نتجت عن الجائحة. جاءت استجابة السياسات المالية والنقدية قوية من قبل الدول الكبرى اقتصاديا، ما ساعد علىسرعة التعافي وإعادة دفة الاقتصاد العالمي نحو مسار النمو. أما على الأمد المتوسط، فمن المتوقع أن تبلغ ،3.3 معدلات النمو الاقتصادي العالمي في حدود لكن اقتصادات الدول الصاعدة ومنخفضة الدخل ستعاني آثـار أزمـة كورونا بشكل أكبر من الدول المتقدمة، وذلك بسبب تراجع قدراتها على التحفيز المالي، واعتماد عديد منها على قطاعات تضررت بشكل هيكلي من الجائحة؛ كالسياحة وصـادرات المواد الأولية. وهذا سيقود إلى تراجع معدل نمو اقتصاد الدول الصاعدة ومنخفضة الدخل بوجه عام مقارنة بالمعدلات العالمية؛ ما سيزيد الفجوات الاقتصادية بين دول العالم. وستعاني بوجه خاص الدول الأقل قدرة على التحفيز المالي وتوفير الموارد اللازمة للرعاية الطبية واللقاحات أكثر من غيرها. ستواجه دول العالمداخليا إشكالات تراجع عدالة توزيع الدخل والثروة بين الشرائح السكانية، وارتفاع معدلات البطالة الناتج عن الجائحة والتغيرات الهيكلية التي أحدثتها. وتظهر بيانات التوظيف في معظم الـدول ارتفاع معدلات البطالة في شرائح سكانية معينة، وخصوصا فيشرائح الشباب والنساء وعاملي القطاعات غير المنظمة. ويحاول كثير من الدول التعامل مع هذه الإشكالية من خلال زيادة تغطية شبكات الحماية الاجتماعية وسياسات التحفيز الاقتصادي، لكن عديدا منها لا يملك الإمكانات والمقدرة المالية لتوفير الحد الأدنى من الحماية؛ ما يهدد بزيادة معدلات الفقر وتراجع عدالة توزيع الدخل والثروة في كثير من مجتمعات العالم. ويبدو أن الجائحة - وبغير قصد - عملت لمصلحة كبار المستثمرين وذوي المهارات المرتفعة، حيث شهدت أسـواق المال تعافيا قويا ونموا في ثـروات أغنى الشرائح، بينما تراجعت دخول الشرائح السكانية منخفضة المهارة والدخل بسبب ارتفاع البطالة. ترتب على الجائحة عديد من الخسائر المجتمعية، من أبرزها تراجع فعالية التعليم بسبب الإغلاقات والاعتماد المتزايد على التعليم عن بعد. ويعتقد البعض أن الشرائح السكانية الأقل دخلا خسرت أكثر في التحصيل العلمي لمحدودية إمكانات هذه الشرائح التقنية وانخفاض مستويات التعليم أساسا لدى أسرها، واضطرار أعضائها للعمل والمخالطة بشكل أكبر. كما تعرضت الشرائح السكانية الأقل دخلا والأقليات لأضرار صحية ونفسية أكبر من الشرائح السكانية الأخرى، نظرا لانخفاض قدراتها على مواجهة الأزمات. تظل التطلعات الاقتصادية عرضة للخطأ والصواب، وستتعرض للتعديلات مع مرور الوقت وتغير الأحــداث، لكن التفاؤل المستقبلي حول التطورات يحفز النشاطات الاقتصادية بشكل أفضل، حيث يزيد الثقة والطمأنينة لدى المستهلكين والمستثمرين؛ ما يحفز الإنفاق في المجالات كافة. وبغض النظر عن التطلعات الاقتصادية، فإن على الدول تبني السياسات الرشيدة للخروج من الأزمات وتحفيز النمو المستدام. ويتطلب التعامل الأصوب مع نتائج الأزمـة الأخـ ة ضرورة توسيع تغطية شبكات الحماية الاجتماعية لتشمل أكبر جزء ممكن من العاطلين عن العمل، وإدخـال القطاعات غير المنظمة تحت مظلة شبكات الحماية الاجتماعية، وذلك للحد من الآثـار السلبية في توزيع الدخل ومستويات الفقر. كما ينبغي الاستمرار في سياسات التحفيز المـالي والنقدي حتى يعود زخم النمو للاقتصاد العالمي؛ ما سيسهل من التعامل مع التحديات المستقبلية التي من أبرزها الارتفاع الكبير في مستويات الديون. على الدول تبني السياسات الرشيدة للخروج من الأزمات وتحفيز النمو المستدام. ويتطلب التعامل الأصوب مع نتائج الأزمة الأخيرة ضرورة توسيع تغطية شبكات الحماية الاجتماعية لتشمل أكبر جزء ممكن من العاطلين عن العمل، وإدخال القطاعات غير المنظمة تحت مظلة شبكات الحماية الاجتماعية، وذلك للحد من الآثار السلبية في توزيع الدخل ومستويات الفقر. المملكة ومفهوم السعادة السعادة هي الهدف النهائي للإنسان، فالإنسان يتعلم، ويسعى لكسب العيش وزيادة الدخل، وامتلاك المساكن والعقارات والسيارات، وقبل ذلك يطلب رضا الرب، ويعمل لبناء سمعة طيبة بين الناس، كل هذه من أجل الشعور بالرضا الذاتي والسعادة. وبناء عليه، فإلى جانب رضا المعبود، فإن الشعور بالسعادة هو الهدف النهائي للإنسان. وقد كانت المنظمات الدولية والباحثون في مجال التنمية يركزون على قياس الدخل أو المعيشة لقياس مستوى التنمية في دول العالم، ولكن اتضح أن الدخل وحده لا يحقق السعادة. فالسعادة مفهوم أوسع ومؤشرمركب يتأثر بكثير من المتغيرات الخاصة بالإنسان وأسرته، إلىجانب متغيرات كثيرة تتعلق بالبيئة أو المحيط الخارجي، مثل: الأمن والخدمات والترفيه والحريات ونحوها. من هذا المنطلق، ازداد الاهتمام بمفهوم "السعادة" ومدلولاتها وطرق قياسها سواء World على المستوى العالمي أو في كل دولة على حدة. ويعد تقرير السعادة العالمي أحد هذه الجهود. وفي هذا العام، صدر التقرير التاسع الذي تأثر Happiness Report بجائحة كورونا، كغيره من جوانب الحياة، وخاصة فيما يتعلق بجمع البيانات حول تقييم الناس لحياتهم، ولا غرابة في ذلك، فقد أدت جائحة كورونا إلى ارتفاع عدد الوفيات في في المائة تقريبا، بل أحدثت عدم أمان اقتصادي وقلقا واضطرابات لكثير 4 العالم بنسبة من الناس في جميع جوانب حياتهم، بما فيها الصحة العقلية والجسدية. ويعتمد تقييم الناس لحياتهم في تقرير السعادة العالمي على مقياس ما بين صفر وعشرة، بحيث تمثل "عشرة" أفضل حياة ممكنة، في حين أن "صفر" يدل على أسوأ حياة ممكنة من وجهة نظر الإنسان نفسه، إضافة إلى مقاييس أخرى، مثل السؤال: هل شعرت بسعادة واستمتعت بضحكات بالأمس القريب؟ بناء على التقرير، فإن فنلندا تحتل المرتبة الأولى التي كانت على قمة العالمفي تصنيع ، ولكن هذا النوع ما لبث أن اختفى وخسر الرهان التقني. على Nokia الهاتف المتنقل أي حال، جاءت في المرتبة الثانية آيسلندا، ثم الدنمارك، وبعدها سويسرا، وهولندا، ،)40( ) واليابان 14( والسويد، ثم ألمانيا، والنرويج. وجاءت الولايات المتحدة في المرتبة .)78( )، وتركيا 77( )، وإيران 60( )، وروسيا 52( )، والصين 50( وكوريا الجنوبية )، وتصدرت جميع الدول العربية. فعلى سبيل 21( أما السعودية، فقد احتلت المرتبة ،)87( )، ومصر 80( ) والمغرب 35( )، والبحرين 27( المثال، جاءت الإمارات في المرتبة ). ولا غرابة في أن تحقق المملكة هذا الأداء، فقد شهدت تطورا اجتماعيا كبيرا 93( والأردن وقفزات غير مسبوقة في الخدمات الإلكترونية خصوصا والخدمات العامة عموما. فهي الأولى عربيا من حيث عدد الجامعات المصنفة عالميا، وهي الأولى عربيا في النشر العلمي، وهي الأولى عربيا في تسجيل براءات الاخـ اع. نعم، هناك تقدم هائل في الخدمات الإلكترونية، فوزارة العدل تقدم معظم خدماتها إلكترونيا، وكثير من خدمات وزارة الداخلية تصل إليك في منزلك دون عناء الذهاب لمكاتب الأحوال المدنية أو الجوازات، وكذلك وزارة التعليم ووزارة الصحة. وأخيرا، تم إطلاق المنصة الوطنية للعمل الخيري (إحسان). وجاءت هذه المنظومة الرائعة للعمل علـى اسـتثمار البيانات والـذكاء الاصطناعـي لتعظيـم أثـر المشـاريع والخدمـات التنمويـة واسـتدامتها، مـن خلال تقديم الحلول التقنيـة المتقدمة وبناء منظومة فاعلة عبـر الشـراكات مع القطاعات الحكومية والخاصـة وغيـر الربحيـة، من أجل تعزيـز دور السعودية في الأعمال التنمويـة والخيريـة، ورفع مساهمة القطاع غيـر الربحي في الناتج المحلي الإجمالي. وأخيرا لا تعد هذه الإنجازات نهاية المطاف، بل هذه هي البداية، فالمملكة لديها رؤية استراتيجية طموحة بقيادة ولي العهد، ستحقق كثيرا من التقدم في مجالات التعليم والصناعة والسياحة، باستخدام التخطيط الاستراتيجي والإرادة السياسية، إلى جانب استثمار الأموال والتقنيات الحديثة، وخاصة الذكاء الاصطناعي. » 2 من 1 هل الركود التضخمي آت؟ « يدور الآن جـــدال متزايد الـحـدة حــول مـا إذا كانت طبيعة التضخم المنتظر خلال الأشهر القليلة المقبلة مؤقتة، بما يعكس الارتــداد الحاد من الركود الذي أحدثته جائحة مرض فيروس ، أو مستمرة، بما 19 - كورونا - كوفيد يعكس العوامل التي تدفع الطلب والتكلفة إلى الارتفاع. يشير عديد من الحجج إلى الزيادة المستمرة في التضخم، الذي ظـل أدنى من الهدف السنوي الذي حددته في 2 أغلبية البنوك المركزية بنحو المائة لأكثر من عشرة أعوام. تؤكد الحجة الأولى أن الولايات المتحدة استنت التحفيز المالي المفرط في اقتصاد كان من الواضح بالفعل أنه يتعافى بسرعة أكـ من المتوقع. 1.9 جاء الإنفاق الإضافي الذي بلغ تريليون دولار، الذي نال الموافقة في آذار (مـارس)، بعد حزمة بقيمة ثلاثة تريليونات دولار في الربيع مليار 900 المـاضي، وحافز بقيمة دولار في كانون الأول (ديسمبر)، فضلا عـن مـــ وع قـانـون البنية الأساسية بقيمة تريليوني دولار المنتظر قريبا. وعـ هــذا، فإن استجابة الولايات المتحدة للأزمة جاءت أكبر كثيرا من استجابتها للأزمة .2008 المالية العالمية في تزعم الحجة المضادة أن هذا التحفيز لن يشعل شرارة تضخم دائم، لأن الأسر ستدخر جزءا كبيرا منه لسداد الديون. علاوة على ذلك، لـن تزيد الاسـتـثـ رات في البنية الأساسية الطلب وحسب، بل ستزيد أيضا الـعـرض، مـن خـ ل توسيع المـخـزون مـن رأس المــال العام المعزز للإنتاجية. لكن بطبيعة الحال، حتى بوضع هذه الديناميكيات في الحسبان، يعني تضخم المدخرات الخاصة بفعل التحفيز ضمنا أن الأمر سينطوي على بعض التحرير التضخمي للطلب المكبوت. تــقــول حـجـة ثـانـيـة إن بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، وغيره من البنوك المركزية الرئيسة، يتساهل بشكل مفرط مع السياسات التي تجمع بين التيسير النقدي والائـتـ ني. وأدت السيولة التي توفرها البنوك المركزية بالفعل، إلى تضخم الأصول في الأمد القريب، وستدفع نمو الائتمان التضخمي والإنفاق الحقيقي مع تسارع إعادة فتح الاقتصاد وتعافيه. قد يزعم بعض المراقبين أن البنوك المركزية قـــادرة عندما يحين الـوقـت على التخلص من السيولة الزائدة ببساطة عن طريق السحب تحت حساب ميزانياتها العمومية ورفع أسعار الفائدة من الصفر أو المستويات السلبية. لكن هذا الادعـاء بات من الصعب قبوله على نحو متزايد. كانت البنوك المركزية تعمل على تحويل عجز مالي ضخم إلى نقود فيما يرقى إلى توظيف "أموال الهليكوبتر" أو تطبيق النظرية النقدية الحديثة. وفي وقت حيث يتنامى الـديـن الـعـام والـخـاص من قيمة قاعدية مرتفعة بالفعل في المائة من الناتج المحلي 425( الإجمالي في الاقتصادات المتقدمة في المائة على مستوى 356 ونحو الـعـالم)، لن يتسنى الإبـقـاء على استدامة القدرة على تحمل الديون إلا من خلال الاستعانة بمزيج من أسعار الفائدة المنخفضة القصيرة والطويلة الأجل. وتطبيع السياسة النقدية في هذه المرحلة من شأنه أن يفضيإلى انهيار أسواق السندات والائتمان، ثم أسواق الأسهم، ما يؤدي إلى الركود. لقد فقدت البنوك المركزية استقلاليتها فعليا. هنا، تزعم الحجة المضادة أن البنوك المركزية ستفعل كل ما يلزم للحفاظ على مصداقيتها واستقلاليتها عندما تبلغ الاقتصادات طاقتها الكاملة ومستوى التشغيل الكامل للعمالة. سيكون البديل إلغاء تثبيت توقعات التضخم الذي من شأنه أن يدمر سمعتها ويسمح بنمو الأسعار بشكل جامح. ينبئنا ادعــاء ثالث بـأن تحويل العجز المـالي إلى نقود لن يكون تضخميا، بل إنه سيمنع الانكماش وحسب. بيد أن هـذا يفترض أن الصدمة الـتـي تــ ب الاقتصاد العالمي الآن تشبه تلك التي حدثت ، عندما تسبب انهيار فقاعة 2008 في الأصـول في تكوين أزمة ائتمانية، وبالتالي صدمة الطلب الكلي... يتبع. خاص بـ «الاقتصادية» .2021 ، بروجيكت سنديكيت تقول حجة ثانية إن بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، وغيره من البنوك المركزية الرئيسة، يتساهل بشكل مفرط مع السياسات التي تجمع بين التيسير النقدي والائتماني. وأدت السيولة التي توفرها البنوك المركزية بالفعل، إلى تضخم الأصول في الأمد القريب، وستدفع نمو الائتمان التضخمي والإنفاق الحقيقي مع تسارع إعادة فتح الاقتصاد وتعافيه. نورييل روبيني * أستاذ الاقتصاد في كلية ستيرن لإدارة الأعمال ـ جامعة نيويورك كلمة الاقتصادية Motamarat District P.O.Box 478 Riyadh Arabia Tel: +966112128000 Fax: +966114417885 www.aleqt.com edit@aleqt.com جريــدة العــرب الاقتصاديــة الدوليــة تشــكر أصحــاب الدعــوات الصحفيةالموجهةإليهاوتعلمهمأنهاوحدهاالمسؤولةعنتغطية تكاليــف الرحلــة كاملــة لمحرريها وكتابهــا ومصوريهــا، راجية منهم عدمتقديمأيةهدايالهم،فخيرهديةهيتزويدفريقهابالمعلومات . الوافيةلتأديةمهمتهمبأمانةوموضوعية المقرالرئيسي الشركةالسعوديةللطباعةوالتغليف المركزالرئيسي: 11523 الرياض 50202 ص.ب +966112128000 ه اتف: +966112884900 ف اكس: فرع جدة 21441 جدة 1624 ص.ب +96626396060 هاتف: +96626394095 ف اكس: فرع الدمام +96638471960 هاتف وفاكس: البريدالإلكتروني: mppc@mpp-co.com مراكزالطباعة السعر: ريالان قيمة الاشتراك السنوي داخل المملكة العربية ريالا 730 السعودية خارجالمملكة عبر مكاتب الشركة السعودية للأبحاثوالنشر لمزيد من الاستفسار، الاتصال على 800 2440076 بريد إلكتروني: info@arabmediaco.com موقع إلكتروني: www.arabmediaco.com 1319 - 0830 ردمد: ISSN 1319 - 0830 الاشتراكالسنوي الشركة السعودية للتوزيع 11585 الرياض 62116 ص.ب +966114419933 هاتف: +966112121774 فاكس: بريد إلكتروني: info@saudi-distribution.com وكيل التوزيع في الإمارات الإمـارات شركـة الإمـارات للطباعـة والنشر +97143916503 دبي: هاتف: +97143918354 ف اكس: +97126733555 أبوظبي: هاتف: +97126733384 فاكس: وكيل التوزيع في الكويت شركة باب الكويت للصحافة +96522272734 هاتــف: +96522272736 ف اكس: وكيلالتوزيع الشركة العربية للوسائل المركز الرئيسي 11495 الرياض 22304 ص.ب: +96612128000 هاتف: +966114429555 فاكس: بريد إلكتروني: info@arabmediaco.com موقع إلكتروني: www.arabmediaco.com هاتف مجاني 800 2440076 وكيلالاشتراكات London T : +4420 78318181 F : +4420 78312310 Manama T : +9731 7744141 F : +9731 7744140 Cairo T : +202 7492996 F : +202 7492884 Washington DC T : +1 202 6628825 F : +1 202 6628823 Beirut T : +9611 800090 F : +9611 800088 Abu Dhabi T : +9712 6815999 F : +9712 6816333 Rabat T : +212 37682323 F : +212 37683919 Jeddah T: +96612 2836200 F: +96612 2836292 Dammam T: +96613 8353838 F: +96613 8340489 Makkah T: +96612 5586286 F: +96612 5586687 Khartoum T: +2491 83778301 F: +2491 83785987 Amman T: +9626 5517102 F: +9626 5537103 Kuwait T: +965 3997931 F: +965 3997800 Dubai T : +9714 3916500 F : +9714 3918353 T: +9662 2836200 F: +9662 2836292 المكاتب جدة دبي الدمام لندن المنامة مكةالمكرمة القاهرة واشنطن الخرطوم بيروت عمّان أبوظبي الكويت الرباط الريــاض الشــركة الســعودية للأبحــاث والنشــر - الشركة الخليجية للإعلان والعلاقات العامة نرحب باتصالكم داخل المملكة: 920000417 هاتف: +442074046950 لندن: +97143914440 دبي: +33153776400 باريس: للتواصل من مختلف الدول: + 966114411444 الإدارة العامة: : موقع إلكتروني www.alkhaleejiah.com : بريد إلكتروني hq@alkhaleejiah.com الوكيلالإعلاني NO. 10051 ، العدد 2021 أبريل 18 هـ، الموافق 1442 رمضان 6 الأحد 10 سعود بن هاشم جليدان * متخصصفي الدراسات الاقتصادية jleadans@gmail.com أ. د. رشود بن محمد الخريف * جامعة الملك سعود

RkJQdWJsaXNoZXIy Mjc5MDY=