aleqt (10046) 2021/04/13

الرأي الحكومات قامت بجهود استثنائية لتدعيم اقتصاداتها، لكن هناك مزيد مما ينبغي القيام به ، وتوفير دعم فوري مرن 19 - لتجاوز جائحة كوفيد لكن موجه، والقيام بالضبط اللازم حين يصبح التعافي راسخ الجذور، وتهيئة الساحة لتعاف أكثر خضرة وإنصافا ودواما. » 2 من 2 مواءمة الدعم الحكومي « أثرت الجائحة تـأثـرا سلبيا أكــر في الفقراء والشباب والنساء والأقليات والعاملين في وظائف زهيدة الأجر وفي القطاع غي الرسمي. وينبغي أن يضمن صناع السياسات توافر الحماية الاجتماعية واستمرارية الإنفاق طوال فترة الأزمة عن طريق التوسع في تغطية شبكات الأمان الاجتماعي على نحو يحقق مردودية التكلفة كالحد من تسرب الإعانات إلى مستفيدين غي هؤلاء المستهدفين. زيادة تركيز الدعم على الشركات القادرة على البقاء: فإذا استمرت الجائحة، قد يؤدي استشراء حالات الإعسار بين الشركات إلى تدمي ملايين الوظائف، ولا سيما في قطاعات الخدمات التي تتسم بكثافة المخالطة المباشرة والمؤسسات الصغية والمتوسطة. وفي الوقت نفسه، يحسن أن تعمل الحكومات على منع سوء توزيع الموارد والـحـد مـن زيـــادة الـ كـات غـر الـقـادرة على الاستمرار. ويمكن أن تتراجع الحكومة بالتدريج عن القروض والضمانات الشاملة وتقصر الدعم العام على الظروف التي تظهر فيها الحاجة الواضحة إلى التدخل. ومن خلال الشراكة مع القطاع الخاص لتقييم مدى امتلاك الشركات مقومات الاستمرار، يمكن تحسين الاستهداف وتخفيض التكاليف الإدارية. وبشأن تهيئة السبيل للتحول الاقتصادي سيكون على صناع السياسات تحقيق التوازن بين تقديم الدعم المالي الآن من ناحية، وبين إبقاء الديون في مستوى يمكن التعامل معه من الناحية الأخرى. وقد يحتاج بعض البلدان إلى البدء في إعـادة بناء هوامش الأمـان المالي لتخفيف أثر الصدمات في المستقبل. وبالتالي فمن الضروري وضع أطر موثوقة متعددة الأعـوام للإيرادات والإنفاق، خاصة إذا كان الدين مرتفعا والتمويل شحيحا. ويواجه عديد من البلدان منخفضة الدخل، حتى بعد القيام بدورها، تحدياتفي التعامل مع الجائحة على المدى القريب وفي تحقيق التنمية مع الوقت، كما يشي بحث أصدره الصندوق أخيا. وستحتاج هذه البلدان إلى مساعدات إضافية، بما في ذلك عن طريق المنح والتمويل الميسر وتمديد العمل بمبادرة تعليق مدفوعات خدمة الدين، أو في بعض الحالات، معالجة الدين في ظل الإطار المشترك. وإذا تم ذلك كما ينبغي، فستتيح سياسة المالية العامة إحـداث تحول أخضر ورقمي واحتوائي في الاقتصاد بعد الجائحة. وحتى يصبح هذا الأمر حقيقة واقعة ينبغي للحكومات إيلاء أولوية للمسائل التالية: الاستثمار في النظام الصحي "بما في ذلك التوسع في نشر اللقاحات"، والتعليم، والبنية التحتية. ويمكن تعزيز النمو العالمي من خلال دفعة منسقة من الاستثمارات العامة الخضراء تقوم بها الاقتصادات التي تستطيع تحمل تكلفتها. ويمكن أن تهدف المشاريع التي تتم في الوضع الأمثل بمشاركة القطاع الخاص إلى تخفيف آثار تغي المناخ وتيسي الرقمنة. مساعدة الناس على العثور على عمل وتغيي الوظائف، إذا دعت الحاجة من خلال الدعم الموجه لتشغيل العمالة، وتعزيز التدريب، وبرامج البحث عن وظائف. تقوية نظم الحماية الاجتماعية للمساعدة على التصدي لعدم المساواة والفقر، وإحياء الجهود لتحقيق أهداف التنمية المستدامة. إصلاح نظم الضرائب المحلية والدولية لتعزيز تحقق درجة أكب من العدالة وحماية البيئة. ومن الخيارات الممكنة للعمل على تلبية احتياجات التمويل المرتبطة بالجائحة، يمكن فرض مساهمة تطبق 19 - مؤقتة لدعم التعافي من جائحة كوفيد على الدخول المرتفعة. وعلى المدى المتوسط ينبغي تعزيز تحصيل الإيرادات، خاصةفي البلدان النامية منخفضة الدخل، التي يمكن أن تساعد على تمويل احتياجات التنمية. الحد من الإنفاق المهدر للموارد، وزيـادة شفافية مبادرات الإنفاق، وتحسين ممارسات الحوكمة لجني الثمار الكاملة للدعم المالي. خلاصة القول: إن الحكومات قامت بجهود استثنائية لتدعيم اقتصاداتها، لكن هناك مزيد ،19 - مما ينبغي القيام به لتجاوز جائحة كوفيد وتوفي دعم فـوري مرن لكن موجه، والقيام بالضبط اللازم حين يصبح التعافي راسخ الجذور، وتهيئة الساحة لتعاف أكثر خضرة وإنصافا ودواما. » 8 علم نفس المال « : سوء 13 نواصل طرح أفكار الكتاب. الفكرة الـ تقدير احتمال الخطأ ليس ماليا فقط، لكن أيضا فكريا ومعنويا. يقول بن جراهام - أحد منظري ومديري الاستثمار -: "الهدف من هامش الأمان إلغاء الحاجة إلى التوقعات المستقبلية". أغلب التفاعل مع هذه النصيحة يدور حول اعتزاز كثيين بقدرتهم على التوقعات. أغلب الناس لا تعطي مساحة أمان كافية للخطأ في كل ما يتعلق بالمال لسببين، الأول: الاعتقاد أن نظرتك للمستقبل صائبة، خاصة أن قبول العكس دائما غي مريح. الثاني: الشعور بأنك تضر نفسك اقتصاديا إذا لم تأخذ قـرارات بناء على توقعاتك المستقبلية. لكن هامش الأمان لا يعطى حقه غالبا. كثي ينظر إلى الهامش كعامل للتصرف المحافظ، لكن الدور الحقيقي لهامش الأمان يأتي في دوره في الصب والديمومة، هامش الأمان يجعل المستثمر قادرا على الاستمرار وتحمل الأخطاء. المكاسب الكبية لا تتكون دائما لأنها لا تحدث كثيا أو تحتاج إلى وقت للتراكم. لذلك يحتاج المستثمر إلى هامش الأمان لتحمل بعض الأخطاء وبالتالي مواصلة اللعب. أحيانا على المستوى النظري قد يقبل الناس احتمال في المائة من المحفظة لأن لديهم القدرة 30 خسارة على دفع المتطلبات الشخصية، لكن ذهنيا ونفسيا الموضوع مختلف، الخطر على الثقة والتجربة. أعرف كثيا من المستثمرين الذين توقفوا على أثر خسائر مؤثرة غي متوقعة. النماذج المالية "بما في ذلك السماح بخسارة مؤثرة" قد تكون مقبولة فكريا، لكن عمليا قد تنهي التجربة لأنها لا تقيس العواطف وعمق التجربة التي تغي مجرى التصرف. : ظاهرة التأثر من خطوات آخرين 14 الفكرة الـ في أدوار ومراحل مالية واستثمارية مختلفة. في عام تضاعف سعر أسهم شركة سيسكو ثلاث مرات 1999 مليار دولار، 600 لتصل القيمة السوقية للشركة إلى حينها قال بورتون مالكيل: إن نسبة ارتفاع السعر عاما أكب من حجم الاقتصاد 20 ستجعلها في خلال الأمريكي. ارتفع السعر لأن تجار ومضاربي الأسهم اعتقدوا أن سعر السهم سيواصل الارتفاع وكان دولارا، 65 دولارا وغدا 60 صحيحا لمدة. السعر اليوم دولارا هو 60 ،1999 لكن لمستثمر طويل المدى في السعر المعروض ذلك اليوم وربما تقول لنفسك، لعل المشترين يعرفون شيئا لا أعرفه، وربما أقنعت نفسك أن قرار الـ اء ذكي. لكن فجأة قرر التجار والمضاربون التوقف، ما يعني نهاية اللعبة. فهؤلاء يلعبون لعبة مختلفة، فحين تبدأ أخذ التلميحات من أناس تلعب لعبة مختلفة تدخل دائرة الخديعة وتنتهي بخسارة موجعة لأنها لعبة مختلفة بأهداف مختلفة. أحد الدروس الاستثمارية مراعاة تصرفات وأحاديث أناس تلعب في مساحة أخرى ولعبة مختلفة. لكن هذه ناحية مختلفة، حيث تشمل تصرفات كثية قبل الاستثمار مثل القدرة على التوفي وإدارة الاستهلاك وكيفية تفكيك حول المال وخطط التقاعد ومستوى المخاطر، في كل هذه النواحي لا بد من التمييز الدقيق بين المساحة التي تتحرك فيها والمساحات التي يلعب فيها الآخــرون. ترتبط المالية الشخصية بالنواحي الشخصية العميقة وهذه تختلف، ولذلك من أصعب الأشياء أن تتعلم من أناس يمارسون لعبة مختلفة في فضاء مختلف غالبا لا يتطابق مع ظروفك الشخصية. يزداد الأمر صعوبة حين يطلب بعضهم نصيحة، لكنه غي مقدر لموقفه تماما. في الأسبوع المقبل نواصل .16 والـ 15 طرح الفكرتين الـ المياه عنوان جديد للصراع في جنوب آسيا تمر في أرض أفغانستان "مساحتها كيلومترا مربعا" عشرة أنهار 65230 مختلفة الأطـــوال، بعضها مشترك مع دول الجوار، وبعضها الآخر يتدفق حصريا داخل حدودها مثل نهر هلمند الطويل الذي يفرغ في شرق إيران، ونهري فرح وأرجنداب القصيين. من أطول هذه الأنهار نهر آمو داريا المشترك مع طاجيكستان وتركمانستان وأوزبكستان، ومن أقصرها نهر كونار المشترك مع باكستان، علما أن هناك نهرا آخر مشتركا بينهما هو نهر كابول. ورغم هذه الحقيقة فإن أفغانستان تعاني الجفاف المؤدي إلى نقص المحاصيل الزراعية وارتفاع أسعار الغذاء وتزايد الهجرة لأسباب كثية، منها: تعرض أنهارها للتلوث والتدهور الناجمين عن الأنشطة البشرية غي المسؤولة، وضعف البنية التحتية القادرة على تخزين المياه وتوزيعها، وانعدام الأمن الذي يحول دون الاستفادة من المساعدات الدولية لإنشاء السدود ومشاريع توليد الطاقة، وعامل التغي المناخي. ويمكن هنا أن نضيف عاملا آخر هو مخططات إيران لسرقة مياه نهر هلمند بدعوى أن لها حقوقا تاريخية فيها. فرغم توقيع طهران على معاهدة مياه مع كابول، إلا أن الإيرانيين لا يلتزمون ببنود المعاهدة ويأخذون في المائة أكـ من حقوقهم المائية، 70 مستغلين حالة الفوضىفي أفغانستان، بل عمدوا إلى إنشاء بنى تحتية للمياه المقبلة من أفغانستان دون موافقة الأخية. وفوق ذلك يهددون بعرقلة أي مشاريع مائية حكومية في أفغانستان ما لم تحصل الشركات والدول المنفذة على إذن مسبق منهم، مثلا سبق أن أعلنت وزارة الطاقة والمياه الأفغانية أن البنك الدولي أوقف تمويل مشروع سد كبي، بعدما علم أنه يحتاج إلى إذن من طهران. وإذا ما علمنا أن إيران باتت تعاني نقصا في المياه بعد أن جفت بحية "أرومية" تماما، وتكاد بحية "هـ يـون" على الـحـدود مع أفغانستان تقترب من الجفاف، فضلا عن جفاف نهر شياز بعد تحويل مجراه إلى أصفهان. وإذا ما عرفنا أن باكستان هي الأخرى تعاني مشكلات خطية لجهة توفي إمدادات المياه الصالحة للشرب لمواطنيها، فضلا عن أزمة طاقة حادة، فإنه ليس بمستغرب أن تصبح المياه عنوانا جديدا للصراع في جنوب آسيا، وقضية بالغة الأهمية لأفغانستان، وكذا لإيران وباكستان اللتين تعتمدان في ري أراضيهما على أربعة أنهار تتدفق في أفغانستان، خصوصا في ظل غياب إطار قانوني لتفادي الصراع. ومن هنا فإن لدى حكومة كابول اعتقادا راسخا أن كلا من طهران وإسلام أباد تسعيان لتخريب جهودها لبناء السدود والسيطرة على مواردها المائية، بل إن كابول اتهمت عام عناصر باكستانية بقتل الزعيم المحلي 2011 ولي خان الذي عهدت إليه الحكومة حماية أعمال إنشاء سد ماتشانجوفي مقاطعة باكتيان الشرقية، الذي يعد أحد أهم موارد المياه في البلاد. هذا الاعتقاد الأفغاني عززه قيام طهران بزرع عملاء لها فيوزارة المياه الأفغانية بهدف تزويدها بمعلومات وبيانات عن موارد المياه ومشاريعها، وعززه أكثر شكاوى الهند الدائمة من تدخل طهران دبلوماسيا لإيقاف العمل في سد سلمى (سد الصداقة الأفغاني - الهندي) الـذي انتهت نيودلهي بصعوبة في مقاطعة 2016 من إكـ ل تشييده عام هيات الأفغانية ضمن سلسلة من مشاريع البنية التحتية الكبى التي دشنتها منذ عام وخصصت لها نحو ملياري دولار، 2001 للمساعدة على إعادة إعمار هذه البلاد التي مزقتها الحروب الأهلية. وعلى الجانب الآخر، تواجه حكومة كابول مشكلات في أعمال بناء السدود التي تمولها الهند بسبب باكستان، فالأخية يساورها القلق من دعم نيودلهي لكابول في تشييد السدود، خاصة تلك المشيدة على روافد نهر كابول مثل سد شاه توت في ولاية شهر أسياب، لأن ذلك سيؤثر سلبا في حصتها من المياه المتدفقة إلى إقليمها الشمالي الغربي (إقليم خيب في المائة، 18 بختونخوا)، ويخفضها بنسبة وفقا لصحيفة "داون" الباكستانية. لكن يبدو أن حكومتي كابول ونيودلهي باتتا لا تعيان أي اهتمام بالاعتراضات الباكستانية، بدليل صدور إعلان مشترك عن زعيمي البلدين "أشرف غني وناريندرا م ـودي" أخـرا حول المضي قدما في مشروع سد شاه توت بارتفاع مترا وبتكلفة إجمالية 60 مترا وعرض 133 مليون دولار. حيث سيوي السد، 286 قدرها بعد اكتمال تشييده أربعة آلاف هكتار من الأراضيجنوب غرب كابول العاصمة، وسيوفر مليون متر مكعب من مياه الشرب 146 نحو لنحو مليوني أفغاني. إن الموقف القوي، الذي اتخذته حكومة كابول في هذا الشأن، وإعلانها الالتزام بحماية المهندسين الهنود العاملين في مشاريعها الكهرومائية ضد أي أعمال إرهابية قد تقوم بها حركة طالبان، الذي تستخدمها طهران سرا لخوض حرب بالوكالة على المياه، شجع نيودلهي على الإعلان أنها ستمضيفي مساعدة الأفغان على تطوير مواردهم المائية دعما لاقتصادهم المعتمد أساسا على الزراعة، ولن تلتفت بعد اليوم إلى أي اعتراضات أيا كان مصدرها، الأمر الذي قوبل بارتياح في كابول، وقلق في طهران وإسلام أباد. إذا ما عرفنا أن باكستان هي الأخرى تعاني مشكلات خطيرة لجهة توفير إمدادات المياه الصالحة للشرب لمواطنيها، فضلا عن أزمة طاقة حادة، فإنه ليس بمستغرب أن تصبح المياه عنوانا جديدا للصراع في جنوب آسيا، وقضية بالغة الأهمية لأفغانستان، وكذا لإيران وباكستان اللتين تعتمدان في ري أراضيهما على أربعة أنهار تتدفق في أفغانستان، خصوصا في ظل غياب إطار قانوني لتفادي الصراع. 1987 أسسها سنة الأمير أحمد بن سلمان بن عبدالعزيز جريدة العرب الاقتصادية الدولية www.aleqt.com 1992 أسسها سنة هشام ومحمد علي حافظ رئيس التحرير عبدالرحمن بن عبدالله المنصور مساعد رئيس التحرير عبدالله البصيلي مديرو التحرير علي المقبلي سلطان العوبثاني حسين مطر المراسلات باسم رئيس التحرير edit@aleqt.com NO. 10046 ، العدد 2021 أبريل 13 هـ، الموافق 1442 الثلاثاء غرة رمضان 13 @AlfawazHamd فواز بن حمد الفواز د. عبدالله المدني * أستاذ في العلاقات الدولية Elmadani@batelco.com.bh فيتور جاسبار / وايكي رافاييل لام / باولو ماورو / مهدي رئيسي * خبراء اقتصاديون - صندوق النقد الدولي

RkJQdWJsaXNoZXIy Mjc5MDY=