aleqt (10041) 2021/04/08
NO. 10041 ، العدد 2021 أبريل 8 هـ، الموافق 1442 شعبان 26 الخميس الثقافية 17 قراءات دراما أنفاسالجغرافيا ثلاثة نمور حزينة عاطفة الحب في أفلام ديزني كتاب من تأليف الناقد والقاص المغربي محمد اشويكة، صدر حديثا عـن المؤسسة العربية للدراسات والـنـر ضمن سلسلة "السندباد الجديد". الكتاب نص رحلي، ولربما يشكل انعطافة مهمة في سرود السفر في المغرب المعاصر. إنه نوستالجيا الأعــالي في جنوب الــروح وجنونها بالمكان في رهبة ونشوة تبلغان حد الانخطاف. مكتوب بفيوضات شعورية ولغة شاعرية. الكتاب عــبــارة عــن يوميات اشــويــكــة تستعيد انطباعات عميقة الغور من رحلاته في نواحي المغرب: تحناوت، زاكورة، الداخلة، مراكش، أولاد حمزة. وإلى خـارج المغرب وهــران، طرابلس، مصر، وغيرها. جغرافيات المكان بسهوله وجباله وهضابه وبحره ونهره ووديانه وصحرائه، بشوارعه ودروبـــه وسـيـنـاءاتـه، مقدسه ومدنسه. للكاتب الكوبي غيرمو كابريرا إنفانته، صــدرت أول مـرة عام ، وهي التي كرست كاتبها 1967 ،"2005 - 1917" غيرمو كابريرا وجعلته روائـيـا أصيلا وحققت له الشهرة والانتشار، لكن هذه الـــروايـــة لا تنتمي إلى الــروايــة التقليدية الأوروبية التي تقوم على الحجة والحبكة القصصية، بل إنها تقوم على مجموعة لا متناهية من المونولوجات. وصدرت حديثا الترجمة العربية للرواية عن "دار المدى"، حيث نقلها عن الإسبانية بسام ياسين البزاز. وكم جاءفي تقديم الرواية "ثلاثة نمور حزينة: لعبة لغوية ممتعة، كان في ظهور التجريدية والسريالية ما فتح بابا لجدل من نوع جديد: هل الغرض من المعروض هو أن نمتع ناظرنا به ونفهمه أم أن نعري خيالنا ونتعرى لنغوص في أعمقه وننطلق باحثين عن الفهم ومن ثم عن المتعة؟". للباحثة ليليا عثمن الطيب دراسة نقدية علمية، تؤكد من خلالها المؤلفة أن عاطفة الحب في سينم التحريك الأمريكية، تطغى على العواطف الأخـــرى، حيث يتم حصرها غالبا في شخصية الأميرة والأمير المنقذ، خاصة في أفلام ديزني. وقد تتجاوز ذلـــك أحـيـانـا في تـصـورهـا لهذه العلاقة، كم يظهر في فيلم "الحورية الصغيرة"، من خلال وقوع الأميرة في حب أمير بشي كصورة لاتحاد عالم البحر بعالم اليابسة، لكن الصعوبات تدفع الأميرة إلى التضحية من أجل حبيبها. وحللت الباحثة في كتابها، الــصــادر عـن "دار خـيـال" للنش والتوزيع، صناعة أفـ م التحريك في الولايات المتحدة، واستعراض خصوصياتها، كم تناولت بالشح أيضا عديدا من المفاهيم، مثل مفهوم صناعة الرسوم المتحركة، كمفهوم مجرد، أولا، ثم كصناعة لها خصوصياتها، وأبـعـادهـا التجارية ثانيا. نص لي صاحب دخل الغرور فؤاده إن الــغــرور أُخَــــيَ مـن أعــدائي أسـديـتـه نصحي فـــزاد تماديا في غـيـه وازداد فـيـه بـ ئي أمسى يسيء بي الظنون ولم تسؤ لـــولا الــغــرور ظـنـونـه بــولائي قد كنت أرجو أن يقيم على الولا أبـــدا ولـكـن خــاب فيه رجـائي أهــوى اللقاء به ويهوى ضده فكأنما المـــوت الـــزؤام لقائي إني لأصـــحـــبـــه عــــ عــ تــه ّوالـبـدر من قـدم أخـو الظلمء يــا صـــاح إن الـكـر خـلـق سي هيهات يوجد في سوى الجهلاء والـعـجـب داء لا يـنـال دواءه حتى يـنـال الخلد في الدنياء فاخفض جناحك للأنام تفز بهم إن الـتـواضـع شيمة الحكمء لو أعجب القمر المنير بنفسه لــرأيــتــه يــهــوي إلى الــغــراء ليصاحب "قارئة الفنجان".. هو عنوان رأيته ضمن قائمة المسلسلات الأكـر مشاهدة، ظننت للوهلة الأولى أن هناك من قـرر إحياء تراث عبدالحليم حافظ، وتحويل إحـــدى أشـهـر أغانيه إلى عمل درامي. لم أكن أتوقع مطلقا أنني بصدد مشاهدة مسلسل رعب عربي، وقائعه حيكت من خيوط متشابكة مـا بـ التكنولوجيا وعلم الماورائيات والموروثات الشعبية، ممزوجة بتنهدات تنبؤات مثيرة للريبة والقلق، لتعيد إلى الأذهان كلام الحكمة الشائعة "كذب المنجمون ولو صدقوا"، فـهـل الـتـنـبـؤات الإلـكـ ونـيـة أصـدق أنباء من الكتب؟! وهل في التطورات التكنولوجية الحد بين الجد واللعب؟! هل يصدق أبو تمـام، فنشاهد فيه "بيض الصفائح لا سود الصحائف في متونهن جلاء الشك والريب"؟ الهوس بالمستقبل ظاهرة تاريخية لطالما كان الإنسان مهووسا بمعرفة مستقبله، ســواء عب العلم أو الخرافة، فهو بطبيعته الشغوفة دائم السعي لمعرفة مـا الـــذي سيحصل غـــدا، هذا القلق دفعه إلى تطوير كثير من المعتقدات والطرق التي يظن أنها تكشف له مستقبله، وحاول الإنسان مع مرور الزمن طرق كل الأبواب، وولوج مجاهل السبل، وابتكار مختلف الأساليب، سواء البسيطة التقليدية أو المتطورة الحديثة، بدءا من قراءة الكف، واستبصار بقايا القهوة في قعر فنجان، أو استكشاف ملامح جبين ما، وصولا إلى استغلال التطورات التقنية والاعـتـاد عـ أحـدث التطبيقات الإلكترونية، في زمن التسابق نحو المعرفة. كل ذلك رغبة منه في سب أغـوار النفس المجهولة. والسفر إلى المستقبل لا يعلمه غـ الله - عـز وجـل. والنتيجة معلومة ومحتومة، مجرد ركض سراب، هرولة وراء وهم مستور، وبعثة لمال منثور فيجيوب باعة الوهم والأكاذيب، مجرد أوهام مزيفة، مغلفة بورق سلوفان براق جميل، يستحوذ على ألباب الضعفاء، ويسحر عيونهم ويسلب ما في جيوبهم. قضية التنجيم في الدراما العربية دفعت هذه القضية الشائكة رواد الدراما العربية إلى الدخول في ذلـــك المـجـهـول وتسليط الضوء على قضية التنجيم وما يدور بين رحاها من بيع للوهم وسلب للأموال. من هذه الرحم ولـدت فكرة المسلسل الجديد "قارئة الفنجان"، الـذي يتألف من عش حلقات، يجمع ممثلين مـن الـعـالم الـعـربي، ويغوص أبطاله بين دهاليز عالم التنجيم ورؤية المستقبل انطلاقا من بوابة التكنولوجيا، مازجا بين الأساطير والمــعــتــقــدات الــتــي تترسخ في الأذهــان وتتوارثها الأجيال والتكنولوجيا الحديثة والعالم الرقمي. جلسة مرح تنقلب الى سوء تــدور قصة المسلسل حول مجموعة من الناس، يجتمعون في إحدى الليالي في ضوء القمر ويتسامرون على أنغام أمـواج البحر، تقترح مريم، تؤدي دورها الممثلة السورية يارا قاسم، أن يلعبوا من خلال تطبيق "قارئة الفنجان"، وما بين اللعب والجد حملوا التطبيق على هواتفهم وانقلبت حياتهم رأسا على عقب، ففي تلك الليلة نفسها ظهرت أمامهم على الشاشة عبارات، مثلم ظهر لأحــد الموجودين "احذر من البحر، فالبحر غدار" ليذهب في الليلة نفسها يمارس هوايته في السباحة ويلقى حتفه غرقا على الفور، وفي كل يوم تأتيهم عـبـارة تشغل بالهم، فمنهم مـن يمـوت ومنهم من يخون ومنهم من يتعذب، إلى أن بدأ سلام، يؤدي دوره الممثل المــ ي أحمد فهمي، البحث والتنقيب في التكنولوجيا عن الذي يرسل هذه الرسالة، اكتشف أن رشيد، يـؤدي دوره الممثل السعودي أحمد شعيب هو وراء هذه اللعبة، وبعد دهمه تبين أنه يساعدهم على التخلص منها، أما كارمن، تؤدي دورها الممثلة الكويتية روان مهدي، فهي كانت على علاقة مع نـزار، يؤدي دوره الممثل اللبناني محمود إبراهيم، وتوفي بعد أن وصلت إليه رسالة من التطبيق تنذره بالموت. الأمن الإلكتروني ألقى المسلسل الـضـوء من الحلقة الأولى على قضية مهمة تـواجـه مستخدمي الإنـ نـت، هـي قضية الأمــن الإلـكـ وني، فجميعنا يتعامل مع تطبيقات يتم استحداثها يوميا وتؤثر في سلوكياتنا ونمــط حياتنا، وبمجرد تحميل تطبيق أو البحث في مواقع التواصل الاجتمعي عن سلعة معينة، نفاجأ بظهور إعلانات متوافقة مع بحثنا، فإذا ما دخلت على تطبيق لسلعة لفتت انتباهك، تجد نفسك أمام سيل من المعروضات المشابهة في تطبيقات أخرى، حتى إننا نتساءل كيف حــدث الأمـــر، وهــل نحن مراقبون؟ الإجابة عرفها كثيرون بعد تكرارها ولم تعد مفاجأة كم كانت في المرة الأولى، فبمجرد دخولك على تطبيق معين تجد نفسك مجبا على الموافقة على شروطـه حتى تستكمل جولتك، وبذلك يتم اختراق خصوصيتك بإرادتك وموافقتك أيضا، وهذا ما حاول رشيد أن يشحه لجميع الموجودين في السهرة. الخلل في السيناريو كانت البداية ساخنة والأحداث سريعة ومتلاحقة، رغـم وجود بعض من عناصر الخلل، حيث تمكن المخرج محمد جمعة في عمله الأول، من جذب المشاهد نظرا إلى مشاهد الرعب الموجودة فيه، وركز على الأصوات والعناصر الفجائية، حتى إن ظهور القطط بعد سـكـون يـرعـب المشاهد، ولطالما افتقدنا هكذا مستوى من الرعب في الدراما العربية التي كانت دومـا محفوفة بالمخاطر، ومن غامر وقدمها قوبل بموجات مـن الضحك والاسـتـهـجـان من الاستخفاف بوعي المشاهد، خاصة مع تكرار مرادفات ثابتة لعالم الجنوالعفاريت، كالقطة السوداء، الخيالات، الأظافر الطويلة المطلية بــالأســود، الــنــ ان، والأصـــوات الأشـبـه بـالـصـدى، ذبــح القطط ووضـع دمائها على التعويذات، وعيون حمراء غائرة، وهو ما لا يمثل رعبا مع تكرار تنفيذه، وهذا ما جعل مسلسل "قارئة الفنجان" يتبوأ عرش الصدارة في مسلسلات الرعب العربية. لكن علىصعيد متصل، الحبكة التي كتبها هانى سرحان، وأعد لها السيناريو والحوار إياد صالح، لم ترتق إلى مستوى الإخـراج، فطيلة المسلسل لا أحـد يعلم كيف اجتمعت هذه المجموعة، وما صلة الوصل بينهم، حتى إن مريم وسلام التقيا للمرة الأولى، وأصبحا يتصرفان أمام الكاميرا كأنهم صاحبان مقربان. إن هذا الخلل خفف من قوة الإخراج. أداء لبناني خجول وخليجي متقن أمـــا أداء المـمـثـلـ فكان متفاوتا، حيث قدم أحمد شعيب دورا متقنا، خاصة أنه كان يعاني صعوبة في الكلام، ولم يظهر أي تصنع أثناء حديثه، بل جاء سلسا وقريبا من الجمهور، كذلك يارا قاسم وروان مهدي، في حين ظهر بعض الضعف على الممثلين اللبنانيين مثل ورد الخال، التيلم تقدم الدور بالشكل المطلوب، حـتـى إنـــه أقـــل مــن المستوى الذي اعتدناه منها، كذلك فادي إبراهيم ودوري السمراني. ولعل السبب يعود إلى انعدام وجود أفلام رعب في الدراما اللبنانية، فكانت بداية خجولة لهم، مقارنة بالانطلاقة العربية والخليجية. وعودة على بدء، تبقى مقولة "كذب المنجمون ولو صدقوا"، التي يـرددهـا الجميع عـ مر الـقـرون، صحيحة في كل زمان ومكان، ولا يمكن إنكارها، وعلى الـرغـم مـن أن بعض الأحــداث التي يتوقعونها قد تحدث حقيقة وتصيبنا، إلا أن ذلـك لا يعني تصديق مـن يقوم بهذا الأمـر أو حتى الاستئناس بما يقول أو سؤاله، لأن علم الغيبيات عند الله - عز وجل - "قُل َ يَعْلَمُ مَن ِ الـسَـاَوَاتِ وَا َْرْضِ الْغَيْبَ إَِ اللَهُ". ولنردد دوما مع شاعرنا الكبير أبو تمام "السيف أصدق أنباء من الكتب .. في حده الحد بين الجد واللعب". عندما نصبح ضحايا التكنولوجيا «قارئة الفنجان» .. كذب المنجمون ولو صدقوا البداية ساخنة والأحداث سريعة ومتلاحقة رغم وجود بعض من عناصر الخلل بوستر العمل. مشهد من العمل. من بيروت أميرة حمادة إيليا أبو ماضي شعر:
Made with FlippingBook
RkJQdWJsaXNoZXIy Mjc5MDY=