aleqt: 5-4-2021 (10038)

NO. 10038 ، العدد 2021 أبريل 5 هـ، الموافق 1442 شعبان 23 الإثنين اهتزت الليرة التركية من جديد، حتى شاع الحديث في الأوسـاط الإعـامـيـة الـ كـيـة عـن الإثنين الأســود، بعد الانهيار التاريخي في 15 للعملة التي فقدت نحو المائة من قيمتها أمـام الـدولار دفعة واحـدة. واضطرت بورصة إسطنبول التي توقفت عن التداول مرتين، جراء هبوط المؤشرالرئيس في المائة، إلى تعليق 6 بأكثر من التداول تلقائيا، كإجراء استثنائي، في محاولة لوقف التدهور الكبير الذيضرب الأسواق. ما حدث نتيجة طبيعية لقرار مفاجئ اتخذه الرئيس الـ كي، في وقت متأخر من ليلة الجمعة السبت، يقضي بإقالة ناجي أغبال رئيس البنك المـركـزي، ما أثار بلبلة في الأوســـاط الاقتصادية التركية. يعطي القرار انطباعا سلبيا عن عـدم الاستقرار في الإدارة الاقتصادية والسياسية في البلد، فالرئيس الجديد للبنك المركزي هو الرابع على التوالي، في الأعوام القليلة الأخـ ة، وذلك منذ منح النظام الرئاسي الجديد في تركيا الرئيس صلحية إقالة رئيس البنك المركزي، بعدما كان في السابق يعمل بشكل مستقل، على مدار فترة كاملة من خمسة أعوام. رئيس البنك المركزي التركي - المعفى - كان يحظى باحترام وتقدير واسعين، في الأوسـاط الاقتصادية في الداخل والخارج، فقد سبق له أن تولى وزارة المالية "، وكـان تعيينه 2018 - 2015" نهاية العام الماضي محفزا أعطى أمل في تحسن الإدارة الاقتصادية التركية، لكن إقالته المفاجئة، دون ذكر أي سبب، بعد أقل من أربعة أشهر على توليه المنصب، بعد أن حظيت سياساته بالإشادة والقبول في الأوساط الاقتصادية، شكل انتكاسة كبيرة وعزز منسوب المخاوف الاقتصادية، ولا سيما أن تغييره جاء مرافقا لتغيير وزير الخزانة والمالية أيضا. تُعزى إقالة المحافظ إلى اتخاذ لجنة السياسات المالية في البنك المركزي الـ كي قبل يوم واحد من الإقالة قرارا، يقضي برفع نسبة في المائة، 19 إلى 17 الفائدة من وبذلك يكون البنك المركزي رفع سعر الفائدة تدريجيا، منذ تولي في المائة، 9 أغبال رئاسته، بنسبة وفُــر صمت أردوغـــان على أنه قبول، وتراجع عن رؤيته التي ترى أن ارتفاع أسعار الفائدة عدو للنمو الاقتصادي. أعـادت الواقعة إلى الواجهة بقوة، الجدل المتعلق بأسعار الــفــائــدة في تــركــيــا، بعدما عـمـل المـحـافـظ خـــال أشـهـره المعدودة في البنك على تأكيد اتباعه سياسات نقدية حازمة، وبكل استقللية، وأنـه لن يعود إلى خفض أسعار الفائدة على المديين القصير أو المتوسط، قبل أن يأتي القرار ليعيد كل شيء إلى المربع الأول، تحديدا في العقدين الأخيرين من حكم أردوغان الذي يصر على ضرورة خفض أسعار الفائدة، ويصف نفسه بـ"عدو الفائدة"، لكنه ما يلبث أن يواجه صعوبات اقتصادية تجبره على القبول مجددا برفع أسعارها. يعد شـهـاب قافجي أوغلو المحافظ الجديد للبنك، والنائب السابق في حزب العدالة والتنمية، من المؤمنين الأشـــداء بمواقف الرئيس ضده الفائدة، وأنها سبب التضخم. يقود هذا إلى القول: إن وجـــود حـاكـم مـطـواع على رأس البنك المركزي، يعني تلقي الأوامـر بشكل مباشر من الرئيس طيب رجب أردوغــان، دون أدنى احترام لثقافة المؤسسات، ومبدأ الاستقللية في رسم السياسات المالية للدولة. من شأن ما سبق، أن يعزز قناعة 18 الأتـراك بأن زعيمهم، خلل عاما،لميتمكن من إدارة الاقتصاد بطريقة جيدة، فقد تراجعت نسبة الدخل الفردي، بشكل مستمر ،2013 بعد أن بلغت ذروتها عام ألف دولار في 12 حيث وصلت إلى إلى 2020 العام، لتتهاوىفيعام دولار سنويا، ولا سيما بعد 7.700 التحول إلى النظام الرئاسي عام ، وما تولد عنه من مركزية 2018 مفرطة في السلطة، أدت إلى شل عمل الحكومة، وأصبحت عمليات اتخاذ القرار أقـل وضوحا، ما أوجد حالة من عدم اليقين لوكلء الاقتصاد المحليين والأجانب. يبدو أن "الحقبة الجديدة للقتصاد" التي بشر بها الرئيس التركي، في نهاية العام الماضي، بعد تلك الإقـالات المثيرة، لكل من مـراد أويصال رئيس البنك المـركـزي، وبــ ات البيرق وزير المالية، صهر الرئيس أردوغان، مقبلة فعل، لكن بمفهوم عكسي تماما، فقد حذرت وكالة "فيتش" الدولية من أنها لا ترى شيئا جيدا لاقتصاد البلد في تغيير محافظ البنك المـركـزي الــ كي، فوفق محلليها، "هذه الخطوة تقوض الثقة بالبنك الوطني، إذا عاد رئيسه التنفيذي الجديد بسعة إلى خفض أسعار الفائدة، وعادت الاضطرابات في أسـواق الصرف الأجنبي والسندات، كما حدث العام المــاضي، فـإن "فيتش" مستعدة لخفض التصنيف الائتماني السيادي لتركيا". يُـذكـر أن البنوك المملوكة مليار 130 للدولة باعت نحو دولار، لتحقيق الاستقرار في الليرة طيلة العامين الأخيرين، بدعم مـن مـبـادلات مـن البنك المركزي، ونتيجة لذلك، انخفض احتياطي العملة الأجنبية للبنك العام 4/3 المـركـزي، بمـقـدار مليار 11 المــاضي، ليصل إلى دولار فقط، فيما وصلت حيازة الأتراك للعملت الأجنبية مستوى مليار دولار، 236 قياسيا، بلغ بداية العام الجاري، ما يعكس مخاوف بشأن التضخم، وانعدام الثقة بالليرة التركية، التي تخلت عن نصف قيمتها في أقل من ثلثة أعوام. اقـتـصـاد دولـــة يهتز، فيما يمـعـن الـرئـيـس في الخطاب الشعبوي، فبدل معالجة مشكلة التضخم، ألقى باللئمة على تجار التجزئة، في موضوع مأساة المـواد الغذائية، إذ لم يفهم وجــود فــروق كبيرة في أسعار الـخـراوات والـفـواكـه، معلنا "عقوبات صارمة"، وقال متذمرا: "لا يمكننا أن نتسامح مع اضطهاد المواطنين.. قم بعملك بشكل صحيح، ولا تضايق المواطنين". ليس هذا فحسب، بل إن الرئيس يـدع الأزمــة الاقتصادية جانبا، ويتولى الترويجلمشروع "الرحلت الفضائية التركية" إلى القمر، ، "سيتم 2023 بحلول نهاية عام الوصول إلى القمر بصاروخ تركي هجين وفريد من نوعه"، حسبما أعلن في يوم الذكرى السنوية لتأسيس الجمهورية التركية. على صعيد آخر، وبعيدا عن الأزمـة الاقتصادية يعمل الرجل على إعـادة ترتيب أوراقـه داخل الحزب، استعدادا للنتخابات المقبلة. فــقــراءة سريـعـة في مخرجات المؤتمر الأخير للحزب الــذي أعــاد انتخابه بـالإجـ ع، تكشف عـن هندسة الهياكل والأجهزة داخل الحزب، بإبعاد أســ ء وازنـــة لها صـوت داخـل الحزب، وتعزيز التيار المحافظ، والحديث عن تعديل وزاري واسع يشمل عددا من الوزارات، لإلهاء الرأي العام التركي عن السجال حول الأزمة الاقتصادية. تعطي انطباعا سلبيا عن عدم الاستقرار في الإدارة الاقتصادية والسياسية تركيا والقرارات المفاجئة .. إنه الاقتصاد وليسلعبة شطرنج من شأن الوضع أن يعزز قناعة عاما 18 الأتراك بأن زعيمهم خلل لم يتمكن من إدارة الاقتصاد بطريقة جيدة فقد تراجعت نسبة الدخل الفردي بشكل مستمر الرئيس أردوغان ويظهر إلى جانبه صهره البيرق وزير المالية المقال. من الرباط محمد طيفوري بلغت العلقات الصينية الأمركية في الآونـــة الأخـ ة أدنى مستوياتها في عقود من الزمن. وحتى بعد القمة الثنائية الأخـ ة في ألاسكا ــ أول محادثات رفيعة المستوى بين الدولتين منذ تولى الرئيس جو بايدن منصبه ــ لم يعد من الواضح على الإطلق إذا ما كانت الإدارة الأمريكية الجديدة تـدرك المطلوب لإحياء هذه العلقات. قال أنتوني بلينكين، وزير الـخـارجـيـة الأمـــريـــي، "إن علقة أمريكا بالصين، على الـرغـم مـن بعض جوانبها العدائية، تشتمل أيضا على جوانب تعاونية". لكن قمة ألاسـكـا لم تُـعـط أي إشــارة تُذكر إلى الجوانب التعاونية، مــع تــبــادل بلينكين وجــاك سـولـيـفـان مستشار الأمــن الوطني تعليقات حـادة علنا مـع المـسـؤولـ الصينيين. بحسب التقرير المشترك لآن ماري سلوتر، المديرة السابقة لتخطيط السياسات في وزارة 2009" الخارجية الأمريكية "، وســام أكياس زميل 11 - New السياسة الإلكترونية في .America إذ قال بايدن: "إنـه فخور ببلينكين، لأنه ظل جالسا حتى نهاية خطبة مسهبة معادية لأمريكا"، لكنه أقر بأنها لم تكن بداية عظيمة لعلقة إدارته بالصين. ويبدو أن الأمل الآن يتمثل في مصادفة جون كيري، المبعوث الـرئـاسي الخاص لـشـؤون المـنـاخ، مـزيـدا من الحظ في المحادثات المقبلة مع نظيره الصيني في منطقة، أعرب الجانبان عن رغبتهما في التعاون في إطارها. لكن المطلوب حقا ربما يكون الحوار على نطاق أوسع كـثـ ا. في الاجــتــ ع الأخـ في إطار الحوار الاستراتيجي والاقـتـصـادي بـ الـولايـات المتحدة والصين، الذي عُقِد ، ضم 2016 في بكين في عام الوفد الأمريك الضخم بقيادة وزيـــري الخارجية والخزانة مـسـؤولـ معنيين بقضايا مثل سياسة المناخ، وصحة المحيطات، ومكافحة الإرهاب، ومنع الانتشار النووي، والأمن الغذائي، وممارسات سلسل توريد المعادن. وتم التوصل إلى اتفاقيات في كل من هذه المجالات. لنتخيل كيف قد يبدو جانب الولايات المتحدة على الطاولة، إذا عُقِدَ مثل هذا النوع من الحوار بين الولايات المتحدة والصين اليوم. كانت جانيت يلين، وزيرة الخزانة، ستجلس بجوار بلينكين. كـــان لـيـحـر الاجــتــ ع أيــضــا عــديــد مـــن الـنـسـاء غيرها: جينا رايموندو وزيرة التجارة، وكاثرين تاي الممثلة التجارية، وسيسيليا راوس رئيسة مجلس المستشارين الاقتصاديين، وجينا مكارثي المستشارة الوطنية للمناخ في البيت الأبيض "أول شاغلي هذا المنصب"، وسمانثا باور مديرة الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية القادمة. وكان لينضم إليهن مايكل ريـجـان مدير وكالة الحماية البيئية، وزافيير بيسيرا وزير الصحة والخدمات الإنسانية، وميريك جارلاند المدعي العام. مــثــل هــــذه المـجـمـوعـة المـتـنـوعـة مــن المـسـؤولـ الأمريكيين ــ أكثر من نصفهم مـن الـنـسـاء ـــ في مواجهة كتيبة من الـرجـال الصينيين ستشكل صـورة لافتة للنظر. لكن الأمـر لا يتعلق بالصورة المرئية فحسب: إن وضع مجموعة أكثر تنوعا، تضم عديدا من النساء المؤهلت بشكل استثنائي، في صدارة المشاركة الأمريكية الصينية من شأنه أن يساعد على تغيير لهجة المناقشات وكس الجمود. عــ المــنــوال ذاتــــه، من الممكن أن تقترح الـولايـات المتحدة حـوارا ثنائيا يقتصر على مناقشة الأمـن السيبراني وخصوصية البيانات، جنبا إلى جنب مع حـوارات منظمة حول قضايا مثل تغير المناخ. وهـنـا، م ـرة أخـــرى، ستهيمن مجموعة من النساء على الجانب الأمريك من الطاولة. تضم هذه المجموعة آن نيوبيرجر نائبة مستشار الأمـن الوطني لشؤون التكنولوجيا السيبرانية والتكنولوجيات الــنــاشــئــة، وجــ إيـسـ لي التي تنتظر تأكيد مجلس الشيوخ على تثبيتها في منصب مـديـر الـشـؤون السيبرانية الوطنية، وميك إيويانج نائبة مساعد وزيـر الدفاع للسياسة السيبرانية. كما سيحض مثل هذا الاجتماع شانون كو، وجينيفر داسكال، وميلني هارت، وسينثيا كاراس. الواقع أن وضع هؤلاء النساء في الواجهة العامة للنصف الأمريك من حـوار السياسة الـسـيـ انـيـة بــ الــولايــات المتحدة والصين سيكون مفيدا للنساء في كـــل مـــكـــان. عــــاوة على ذلك، وكما هي الحال في حوار منفرد موسع، من شأن السعي المتزامن وراء حوارات موجهة متعددة أن يسلط الضوء على تعقيد العلقة الثنائية وأهمية التعاون في نطاق عريض من القضايا. من المؤكد أن الاستعاضة عن المسؤولين الذكور بنساء لن يجلب ببساطة الانسجام في العلقات الصينية الأمريكية. ما عليك إلا أن تسأل كريستيا فريلند نائبة رئيس الــوزراء الكندي، التي خاضت مفاوضات شاقة وغير مثمرة لإطلق سراح مايكل سبافور ومايكل كوفريج، اللذين اعتقل في الصين واتهما بالتجسس، في انتقام واضـــح من كــــنــــدا لاعتقالها منج وانزو، مدير شركة هــــــــــواوي المــــالي، بناء عــ طـلـب من الولايات المتحدة. لكن المـــرأة قد تكون مناسبة تماما لهذا الـنـوع مـن بناء العلقات الـذي تحتاج إليه السياسة الخارجية الفعالة. كما يعلم بايدن تمام العلم، فإن السياسة الـخـارجـيـة ـــ مثلها كمثل السياسة في عموم الأمر ــ لا تـدار على طاولة المفاوضات فحسب، بل أيضا خارج نطاق العمل الرسمي، حول وجبة غير رسمية، للتعرف على المصالح والهويات المشتركة. عندما كانت هيلري كلينتون وزيــرة الخارجية الأمريكية، عملت على صياغة علقة مع داي بينج جيو عضو مجلس الدولة الصيني، تستند جزئيا إلى التزامهما المشترك تجاه أبنائهما وأحـفـادهـ ، وقد ساعدت هذه العلقة الولايات المتحدة والصين على تجاوز أزمة دبلوماسية كبرى. اليوم، يجب أن يكون بناء مثل هذه العلقات ــ وهو أمر ضروري لتعزيز الثقة بين كبار المسؤولين ــ أولوية قصوى لقادة الولايات المتحدة، بصرف النظر عن النوع الاجتماعي، ومن الممكن بناء هذا الجهد على علقات تقام من خلل حوارات غير رسمية. على سبيل المـثـال، أثناء انعقاد قمة ألاسكا، أُديـرَت مناقشة خاصة بين نساء من الـولايـات المتحدة والصين وأوروبـا عبر تطبيق "زووم" حول الرقابة على الإنترنت. تلتقي هــذه المجموعة ــ التي تضم أجيالا متعددة من المسؤولات الحكوميات، والأكاديميات، وقادة الأعمال، والمستثمرات، والصحافيات ــــ بشكل منتظم لإجـــراء محادثات صريحة غير رسمية حــول بعض المـوضـوعـات الأكــ إلحاحا الـيـوم، من الـ كـات البادئة في مجال الذكاء الاصطناعي إلى ضوابط الـتـصـديـر والتكنولوجيا الحيوية. وقـد تكون هذه الـعـاقـات مـفـيـدة للغاية للحكومات. كما أشـار كـ ي، لن تقبل الـــولايـــات المـت ـح ـدة أبــدا انـتـهـاكـات الـصـ لحقوق الإنـسـان وتلعبها بالتجارة في مقابل التعاون المناخي. هذا هو النهج السليم. لكن التعاون بشأن تغير المناخ ــ فضل عن الجوائح المَرَضية، والجرائم الإلكترونية، وغير ذلك من التهديدات المشتركة ــ يظل يشكل أهمية بالغة. ولن يتسنى للولايات المتحدة إيجاد التوازن المناسب بين الجوانب العدائية والتعاونية "باستخدام عبارات بلينكين" في علقتها بالصين، إلا من خلل حوار موسع "أو متعدد الجوانب" تقوده مجموعات مختلفة من الوجوه، وتدعمه علقات شخصية أعمق. العلاقة رغم جوانبها العدائية تشتمل أيضا على جوانب تعاونية المقايضة الأمريكية الصينية .. التجارة مقابل التعاون المناخي السياسة في عموم الأمر لا تدار على طاولة المفاوضات فحسب. بلغت العلاقات الصينية الأمريكية في الآونة الأخيرة أدنى مستوياتها. من الرياض «الاقتصادية» في إطار الاجتماع الصيني الأمريكي الأخير قال بايدن إنه فخور ببلينكين لأنه ظل جالسا حتى نهاية خطبة مسهبة معادية لأمريكا السياسية 15

RkJQdWJsaXNoZXIy Mjc5MDY=