aleqt (10007) 2021/03/05

الرأي 13 صار للاحتكار الخوارزمي أوجه لم يعرف العالم لها مثيلا ووصلت السطوة والقوة والهيمنة الخوارزمية درجة صار فيها تقريبا الكل من أفراد إلى مؤسسات وشركات وحكومات يقدم لها ولاء الطاعة. وأكثر المؤسسات تضررا من الهيمنة الخوارزمية كانت ولا تزال هي التي تعنى بالصحافة والإعلام. هلسيعيد الخوارزميون الاعتبار للصحافة والإعلام؟ إننا نعيشفي عالم خوارزمي، وعلى أعتاب خورزمة شؤون ومضامير حياتنا برمتها. ولقد أظهرت لنا الجائحة كم نحن مدينون للشركات الخوارزمية التي لولاها لتوقف كثير من النشاطات الإنسانية وزاد عبء وعبث فيروسها المخيف بمقدراتنا. تصور لوهلة ماذا سيكون عليه حال التعليم والصحة وكثير من المؤسسات والخدمات العامة في غياب الشركات الخوارزمية التي وفرت لنا تواصلا شبه مجاني لاستمرار بالحياة رغم ما تبثه الجائحة من خوف وقشعريرة. وإن أخذنا التعليم نموذجا، فلولا الخوارزمية – الثورة الرقمية – لخسرت الأجيال القادمة عاما أو أكثر من سيرتها العلمية والتربوية. وقس على ذلك نشاطات حيوية أخرى لو استمرت على نهج التواصل التقليدي لقتلت الجائحة أضعافا مضاعفة وأحدثت فوضى عارمة لن يعرف مداها إلا الله. الجائحة مصيبة كبيرة ولا تـزال رغـم توافر لقاحات عديدة للوقاية منها. وشأنها شأن الأزمات الكبيرة التي تعصف بالبشرية، لا بد أن يكون هناك من يستغلها أو يرى فيها فرصة لغرض الاستفادة القصوى بقدر تعلق الأمر بتكديس الثروة أو تعزيز القوة والسطوة. وكانت الشركات الخوارزمية العملاقة مثل جوجل وفيسبوك وأمازون وغيرها في مقدمة المؤسسات التي رأت في الجائحة فرصة سانحة لتراكم الثروة وبسط الهيمنة على مستوى العالم. وهــذه الـ كـات التي قد لا يتجاوز عددها أصابع اليدين لها حضور ليس على مستوى الدول والشعوب بل على مستوى الأفراد أيضا، "فيسبوك" مليار مستخدم نشط. 2.7 له أكثر من وللشركات الخوارزمية هذه من الاحتكار ما لم تشهده البشرية في تاريخها. ورغم مثالب الاحتكار هذا، ذهب تقريبا أغلب المحاولات لغرض تفكيكها أو في أقل تقدير التقليل من هيمنتها وسطوتها أدراج الريح. لنا أمثلة كثيرة تظهر كيف أن هذه الشركات العملاقة تقف ندا ليس لنظرائها من الشركات والمؤسسات الخاصة والعامة بل لدول عظمى مثل فرنسا وبريطانيا وألمانيا حتى بلد المنشأ، أمريكا، التي هي الأعظمفي العالم. والأنـى، أن هذه الشركات لا تحتكر السوق في بلدها الأصلي فحسب، بل تقريبا في كل بقعة من العالم. ومن ثم، فإن الاحتكار الذي تمارسه صار عبئا يئن من وطأته كثير من القطاعات والنشاطات وفي مقدمتها الإعلام خصوصا الجرائد والمجلات والقنوات التي تعنى بشؤون الأخبار. وصـار للاحتكار الخوارزمي أوجـه لم يعرف العالم لها مثيلا ووصلت السطوة والقوة والهيمنة الخوارزمية درجة صار فيها تقريبا الكل من أفراد إلى مؤسسات وشركات وحكومات يقدم لها ولاء الطاعة. وأكثر المؤسسات تضررا من الهيمنة الخوارزمية كانت ولا تزال هي التي تعنى بالصحافة والإعلام. لقد شهدت العقود الثلاثة الأخـ ة التي عرضت فيها هذه الشركات عضلاتها الخوارزمية الجبارة، انتكاسة كبيرة للصحافة والإعلام انهار فيها النموذج الاقتصادي الذي مكنها من الوقوف على قدميها في السابق. عاما، سرقت الشركات الخوارزمية 30 في نحو نسبة كبيرة من الريع، خصوصا ريع الإعـ ن، من المؤسسات الإعلامية التقليدية، واختفت على إثر ذلك آلاف العناوين مشهرة الإفلاس. والصحف التي أفلحت في مقاومة خورزمة عالمنا من قبل هذه الشركات وابتكرت أساليب جديدة لتمويلها، أوقعت نفسها في فخ خوارزمي جديد طواعية، ربما دون إدراك منها بعواقبه الوخيمة على المستقبل. أخذت الصحف والمجلات والقنوات الإخبارية تقدم محتواها - أي بضاعتها - للشركات الخوارزمية مجانا وعلى طبق من ذهب. اذهب إلى موقع أي صحيفة أو قناة إخبارية وستلاحظ كيف أنها تحث المستقبل لمحتواها لوضعه على "الفيسبوك" أو "تويتر" مثلا دون قيد أو شرط. جريدة كبيرة ومؤثرة مثل الجارديان البريطانية تعتمد فيتمويل نشاطاتها إلى حد كبير على تبرعات القراء، مع ذلك تقدم كل محتواها - ما تنتجه من بضاعة - مجانا لـ "فيسبوك" أو "توتير" أو غيرهما. حتى هذه اللحظة لا يدفع "فيسبوك" مثلا فلسا واحدا لـ "جارديان" مقابل نشر محتواها على منصته الذي يجذب ملايين المتابعين والقراء والتعليقات والمشاركات. وهذا يعني أن "فيسبوك" يجني مالا كثيرا من جراء استخدامه المجاني ودون شروط للمحتوى النوعي والنموذجي الذي تنتجه "الجارديان" يوميا من خلال ريع الإعلانات التي تظهر عند نشره لهذا المحتوى على صفحاته. وهـذا ينطبق على كل المؤسسات والوسائل الإعلامية التي تتبارى في منح محتواها مجانا لـ "فيسبوك" و"تويتر" وغيرهما من الخوارزميات. وكانت مصيبة الجائحة بمنزلة جرس إنذار لأن الناس صارت تحصل على المحتوى - البضاعة - بالمجان على "فيسبوك"، وهذا بدوره قلص إيرادات ما تبقى من صحف ومجلات إلى حـدود لم تعد مجدية. وهذا بالضبط ما حدا بالحكومة الأسترالية أن تقف ندا لـ "فيسبوك" وترغمه على دفع ريع مقابل استخدامه لمحتوى الصحف والمجلات ووسائل الإعلام الأسترالية. وافـق "فيسبوك" على مضض، وسأعرج على هذه القصة في القادم من الأيام، بيد أنني أتطلع إلى موقف شجاع من حكومات عربية تفرض فيه على "فيسبوك" أو غيره دفع مستحقات للصحف والمجلات العربية التي تحتضر وقد لا تقوم قائمة لها إن استمر الوضع الراهن على ما هو عليه. التكيفمع التحول الرقمي التحول الرقمي مصطلح عـرف على نطاق واسع يجمع بين التغيير والانتقال وبـ التقنية الرقمية وتفاصيلها. أصبح التحول الرقمي حديث الشركات والمؤسسات والمختصين، وانضمت الحكومات بثقلها أيضا لمواكبة هذا التحول (بمستويات مختلفة) بتشريع السياسات والأنظمة التي تتكيف مع هذا التغيير. برامج تدريبية وأكاديمية صممت كذلك لتستوعب هذا التغيير وتهيئ الخريجين والمتدربين لطوفان التحول الرقمي. استثمارات كبيرة ضخت في المؤسسات والشركات للاستفادة من التحول ولتبني حلول رقمية في أعمالها وخدماتها. وما زال الأثر والتأثير مستمرا وبشكل كبير إثر هذا التحول وتبعاته التي تشكل في مجملها ثورة رقمية وليس تحولا. إن الثورة الصناعية التي ظهرتفي القرن الـ الميلادي وكانت بداياتها في أوروبا أثرت بشكل كبير 18 في الإنتاج والاقتصاد، لكن كانت نسبية التأثير في الحياة الاجتماعية. على النقيض من ذلك، باتت سمة التحول الرقمي هي التغيير والتغيير فقط علىجميع الأصعدة. إن التأثير الحالي أخذ شكلا متعديا ليشمل جوانب عدة بدءا من بيئة العمل ومخرجات وسير الأعمال ومرورا بالآثار الاقتصادية، وليست الحياة الاجتماعية بمنأى عن ذلك التغيير كأحد انعكاسات هذا التحول. فلو تناولنا الوضع الراهن في المؤسسات والشركات، نجد الفوارق المعرفية في أساسيات التقنيات الرقمية كبيرة نسبيا بين من نشأ وترعرع في أحضان التقنية، وبين من أدرك هذا التغير في منتصف أو أواخر حياته المهنية. إذا كيف لقادة الشركات والمؤسسات التوفيق بين تلك الشريحتين المختلفتين وتعظيم الاستفادة من نتائج التحول الرقمي؟ أيضا ما جاهزية المديرين والقادة وطريقة تفاعلهم مع هذا التحول؟ لذلك يقع حمل على عاتق المديرين والقادة التنفيذيين للتكيف مع التحول الرقمي والإلمام بأبجديات هذا التحول. لو افترضنا على سبيل المثال أن مؤسسة خدمية ستطلق منصة رقمية لتقديم خدمات لعملائها الحاليين أو لاستهداف شرائج جديدة، فمن الــ وري إلمـام التنفيذين في هـذه المؤسسة بالأساسيات التقنية لتلك المنصة وآلية تنفيذها ومفاهيم أخرى كتجربة خدمة العملاء. إن معرفة المديرين بتلك الأساسيات ستمكنهم من التفاوض مع منفذي المشاريع واختيار المقاييس المتوافقة مع احتياجاتهم، أو بعبارة أخرى معرفتهم بمهارات أطلق عليها مسمى "التفاوض الرقمي". جانب آخر يتعين على المديرين الاعتناء به هو توفير البيئة المناسبة لهذا التحول في مكان العمل كالوسائل والأدوات الرقمية، وتمكين الجيل الناشئ وتطوير مهاراته التقنية بجانب تعزيز القيم المرتبطة بالبيانات ومشاركتها والإفصاح عنها. جانب آخر يسترعي الانتباه ألا وهو الجانب الاجتماعي الذي تأثر كثيرا بتبعات هذا التحول ولا يزال. إن وجود التقنية والخدمات الرقمية وانتشار وسائل التواصل الاجتماعي الرقمي التي زاد حضورها في مناحي الحياة بشكل لافت، أسهمت من جانب في تسهيل وتيسير حياة الناس، لكن من جانب آخر عمقت الفجوة بين الناس وزادت من عزلة وضعف الروابط الاجتماعية، إضافة إلى صعوبة الانفكاك عنها في أغلب الأحيان. إن الاتزان في التعاطي مع تبعات التحول الرقمي والتكيف معه بما لا يشكل خطرا على الأفراد والمجتمع أضحى أمرا ملحا. باعتقادي من الضروري إعطاء أنفسنا فرصة للابتعاد قليلا وعمل "ديتوكس" رقمي للتخفيف من أعباء هذا التحول على الجانب الاجتماعي. «العشرين» وسياسات قوية لمسار التعافي إن من حـ وا اجتماع الرياض منذ نحو عام لا يزالون يتذكرون بوضوح النذر المبكرة لما أصبح واقعا فيما بعد - مآس إنسانية لا حصر لها وحالة من الركود العميق. واليوم "أتوجه بالتهنئة إلى حكومة إيطاليا ودانييل فرانكو وزير الاقتصاد والمالية، وإجنازيو فيسكو محافظ البنك المركزي، على تولي رئاسة هذا الاجتماع لمجموعة العشرين، بفضل التقدم في عمليات التلقيح وبفضل إجراءاتكم القوية على صعيد السياسة النقدية والمالية العامة، أصبح الاقتصاد العالمي على مسار التعافي. وبدعم من التحفيز الإضافي الكبير الذي أجراه بعض الاقتصادات الكبرى، من الممكن أن تتجاوز آفاق النمو لهذا العام المستوى في 5,5 الذي توقعناه في كانون الثاني (يناير) وهو المائة. غير أن أوجه عدم اليقين تظل كبيرة للغاية، حيث لا يزال أمام عمليات التلقيح طريق طويل في التصدي لموجات الفيروس وسلالاته المتحورة الجديدة. وإضافة إلى ذلك، نرى تباعدا خطرا فيما بين الاقتصادات وداخلها. ففي البلدان الصاعدة والنامية، باستثناء الصين، نتوقع خسائر في نصيب في المائة 22 الفرد التراكمي من الدخل تصل إلى في المائة في 13 ، في مقابل 2022 بحلول عام الاقتصادات المتقدمة. وتشير تنبؤاتنا إلى أن نصف البلدان التي كانت تشهد تقلصا في فجوات الدخل بينها وبين الاقتصادات المتقدمة هي وحدها التي ستواصل المضيفي هذا المسار على مدار الفترة . أما داخل البلدان، فقد كان الشباب 2022 - 2020 ومحدودو المهارات والنساء هم الفئات الأكثر تأثرا بخسائر الوظائف. ولا يمكن أن ننسى التهديد الكبير الذي يجلبه تغير المناخ. وحول السياسات ودعم "الصندوق" فإننا بحاجة إلى التحرك بقوة وعزم أكيدين. منها أولا، ينبغي التعجيل بعمليات التلقيح في مختلف البلدان، فهي الداعم الأكبر للتعافي. وفيهذا السياق، نحتاج إلى التعاون الدولي للإسراع بإنتاج اللقاحات وإتاحتها لكل البلدان في أقرب وقت ممكن. ثانيا، ينبغي تأكيد العزم على تقديم الإمدادات الحيوية اللازمة لمؤسسات الأعـ ل والأسر، بما يتلاءم مع ظروف كل بلد على حدة، إلى أن يوجد مخرج دائـم من الأزمــة الصحية، والاستعداد لمواجهة المخاطر والعواقب غير المقصودة عقب التوقف التدريجي عن تقديم الدعم من خلال السياسات. فمن المرجح أن نشهد ارتفاعا في حالات الإفلاس والإجهاد المالي، بما في ذلك تقلب مفرط في الأسواق المالية. ثالثا، ينبغي تكثيف الجهود المبذولة لدعم البلدان الأشـد عرضة للمخاطر. ونحن نتعاون مع البنك الدولي في العمل مع البلدان الأعضاء لإجراء إصلاحات قوية، ومعالجة القضايا المتعلقة بشفافية الديون وإبقاء الديون في حدود يمكن الاستمرار في تحملها، والتوسع في تقديم التمويل الميسر. وندعم تنفيذ "الإطار المشترك" على نحو عاجل وفعال، مع عد تشاد وإثيوبيا وزامبيا أول البلدان المرشحة لاستخدامه. إضافة إلى ذلك، فإننا ننظر حاليا فيما إذا كان من الملائم تمديد "مبادرة تعليق مدفوعات خدمة الدين". ويجب علينا استخدام كل ما يتاح لنا من أدوات. ومن المشجع للغاية بالنسبة لي أن أرى التأييد المتزايد لتوزيع مخصصات جديدة من من أجـل زيـادة SDR حقوق السحب الخاصة احتياطيات كل البلدان الأعضاء في إطـار من الشفافية والمساءلة، والـدعـوات التي تحض على اعتماد آلية إضافية تمكن بلداننا الأعضاء الأكثر ثراء من دعم البلدان منخفضة الدخل عن طريق إقراضها جزءا من حقوق السحب الخاصة المخصصة لها. ونحن على استعداد لموافاة بلداننا الأعضاء بتقييم موثوق لاحتياجات الاحتياطيات طويلة الأجل وطرائق التنفيذ. وأخيرا، كلمة عن استخدام الموارد العامة بما يتسق مع هدف تشكيل مستقبل رقمي واحتوائي وقادر على تحمل تغير المناخ. فنحن ندعم بشدة اقـ اح رئاسة المجموعة بشأن مخاطر المناخ العالمية والضرائب البيئية. وسنسهم بدورنا في المجالات التي يتميز فيها "الصندوق" بقوة نسبية، مثل إدماج المناخ في سياسات الإيرادات العامة والإنفاق العام، ومخاطر الاستقرار المالي المرتبطة بالمناخ والبيانات ذات الصلة. ومن المشجع بالنسبة لي أيضا أن أرى الزخم الجديد لتحديث نظام الضرائب الدولية كي يصبح أكثر ، ويدعم هدف 21 ملاءمة لاقتصادات القرن الـ التنمية الاحتوائية أيضا. يجب علينا استخدام كل ما يتاح لنا من أدوات. ومن المشجع للغاية بالنسبة لي أن أرى التأييد المتزايد لتوزيع مخصصات جديدة من حقوق السحب الخاصة من أجل زيادة احتياطيات كل البلدان الأعضاء في إطار من الشفافية والمساءلة والدعوات التي تحض على اعتماد آلية إضافية تمكن بلداننا الأعضاء الأكثر ثراء من دعم البلدان منخفضة الدخل عن طريق إقراضها جزءا من حقوق السحب الخاصة المخصصة لها. 1987 أسسها سنة الأمير أحمد بن سلمان بن عبدالعزيز جريدة العرب الاقتصادية الدولية www.aleqt.com 1992 أسسها سنة هشام ومحمد علي حافظ رئيس التحرير عبدالرحمن بن عبدالله المنصور مساعد رئيس التحرير عبدالله البصيلي مديرو التحرير علي المقبلي سلطان العوبثاني حسين مطر المراسلات باسم رئيس التحرير edit@aleqt.com NO. 10007 ، العدد 2021 مارس 5 هـ، الموافق 1442 رجب 21 الجمعة د. ليون برخو leon.barkho@ihh.hj.se كريستالينا جورجييفا * مدير عام صندوق النقد الدولي د. محمد راشد الشريف * أستاذ هندسة الاتصالات المشارك

RkJQdWJsaXNoZXIy Mjc5MDY=