aleqt (10007) 2021/03/05
NO. 10007 ، العدد 2021 مارس 5 هـ، الموافق 1442 رجب 21 الجمعة 11 إصدار يومي باتفاق خاص مع صحيفة «فاينانشيال تايمز» البريطانية يغلب على اجتماعات حكومة المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل أن تكون رصينة، لكن اجتماعا واحدا في أوائل شباط (فبراير) كان يختلف عن ذلك تماما. أطلق أولاف شولتز، وزير المالية، انتقادات غير عادية ضد المفوضية الأوروبية، قائلا إن استراتيجية التطعيم عبارة عن "استعراض من الكلام الفارغ تماما". كان التنديد الغاضب ببروكسل مـثـالا عـ الــحــرارة السياسية المنبعثة من ألمانيا منذ بداية العام. انتقد صانعو السياسة في الائتلاف الحاكم ووسائل الإعلام أورسولا فون دير لاين بسبب تأخر طرح اللقاح في الاتحاد الأوروبي - ما كشف نقاط الضعف السياسية في موطن رئيسة المفوضية في برلين. الآن لدى فون دير لاين وبروكسل فـرصـة لاســـ داد سمعة حملة اللقاحات في الاتحاد الأوروبي. أطلقت المفوضية مشروعا على مستوى القارة لإزالـة اختناقات الإمـداد وتعزيز الإنتاج، ووضع الأســـس لحشد صناعي يهدف إلى محاربة المتحورات الجديدة للفيروس التي تفاجئ العلماء وتعقد عملهم في قارات متعددة. في الوقت نفسه، تعتمد بروكسل عـ تـسـارع كبير في عمليات التسليم، حيث من المتوقع أن تتضاعف الإمدادات ثلاث مراتفي مليون 300 الربع الثاني لتصل إلى جرعة على الأقل. ستكون الأشهر المقبلة اختبارا حول إمكانية الاتحاد الأوروبي - وفون دير لاين نفسها - طي صفحة أخطاء اللقاح، وما إذا كان بمقدور شركات الأدوية بما في ذلك أسترا زينيكا وجونسون آند جونسون على تقديمها. هناك حاجة ماسة إلى هــذا التكثيف ليس فقط لمواجهة المخاوف من موجة ثالثة من الإصـابـات مدفوعة بطفرات فيروسية، ولكن أيضا لمنع تجدد الهجمات على بروكسل من الدول الأعضاء القوية. الرياح المعاكسة قوية بشكل خاص نظرا للشكوك العامة لدى بعض دول الاتحاد الأوروبي حول فعالية لقاح أسترا زينيكا، ما يؤدي إلى تصاعد المخزونات في ألمانيا وفرنسا وأماكن أخرى. في مقابلة مـع فاينانشيال تـايمـز، دافـعـت فــون ديــر لاين عن استراتيجيتها لكنها اعترفت بأنها وزملاءها في البداية قللوا من تقدير مدى صعوبة تحويل اختراقات اللقاح إلى إنتاج كميات كبيرة من الجرعات. بينما سيظل الربع الحالي "بلا جدال" صعبا، تجادل فون دير لاين بأن الصورة ستتغير للأفضل في الربع الثاني، حيث يبدأ عقد جديد مع بيونتيك/ فايزر وعندما تبدأ جونسون آند جونسونفي الشحن بعد الترخيص باللقاح المتوقع هذا الشهر. تقول: "سيكون لدينا الكثير من الجرعات التي سيتعين إعطاؤها للناس. ستتغير المشكلة، ببطء ولكن بثبات، مـن قلة الإمــداد بجرعات اللقاح إلى ضـ ن أننا نعطي الجرعات التي لدينا بشكل صحيح وسريــع. بالنسبة للدول الأعضاء، هناك عدد من التحديات اللوجستية التي يجب التغلب عليها". تـردد صدى هذه الرسالة في قمة زعماء الاتحاد الأوروبي في نهاية الأسـبـوع المـــاضي، حيث استعرضت فون دير لاين طموحات الكتلة في عرض شرائـح لزملائها القادة. لكن الإجـــراءات كانت لا تزال تنطلق بقلق، في الوقت الذي غمرتها فيه الدول الأعضاء بأسئلة مفصلة حول بدء التنفيذ وطرق زيادة الإنتاج. مـا يبعث عـ الإحـبـاط لدى القادة أن لدى الاتحاد الأوروبي احتمالا ضئيلا على المدى القصير في اللحاق بالولايات المتحدة، أو المملكة المتحدة، التي أعطت أكثر من أربعة أضعاف الجرعات بحسب حصة الفرد. إسرائيل أعطت أكثر مرة ضعف هذا العدد. 12 من كانت رسالة رئيسة المفوضية إلى القادة هي أن الاتحاد الأوروبي يتخذ الخطوات الصحيحة، لكن التجربة المـريـرة جعلت الـدول تتشكك في مدى إمكانية اعتمادها على قدرة عمالقة اللقاحات. في غضون أيــام مـن القمة، أشـارت بعض الـدول إلى رغبتها في أخـذ الأمــور بأيديها. يسافر المستشار النمساوي سيباستيان كورتز ورئيسة الوزراء الدنماركية ميتي فريدريكسن هذا الأسبوع إلى القدس لمناقشة سبل تعزيز شراء اللقاح مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو. وفي الوقت نفسه، المجر وبولندا والتشيك وسلوفاكيا إمـا أنها اشــ ت أو تتطلع إلى شراء لقاحات روسية أو صينية، غير مصرح باستخدامها من قبل المنظمفي الاتحاد الأوروبي. بروكسل ضد شركات الأدوية حقيقة أن الأضـــواء مسلطة بشدة على فون دير لاين نفسها ليست مصادفة. منذ وقت مبكر من الوباء، وضعت رئيسة المفوضية، وهـي تحمل شهادة في الطب، نفسها في قلب الحملة. أطلقت حملة دولية لجمع الأمــوال في 2020 ) وقت مبكر من أيار (مايو وأشرفـت لاحقا على إطلاق خطة شراء لقاح على مستوى الاتحاد الأوروبي تحت رعاية المفوضية. بدا هذا وكأنه حركة سياسية حاذقة، في الوقت الذي أبلغ فيه العلماء في الـولايـات المتحدة وألمـانـيـا والمملكة المتحدة - وكـذلـك الـصـ وروســيــا - عن اختراقاتسريعة زادت من احتمال توافر اللقاحات خـ ل أقـل من عام، بدلا من الزمن المعتاد، وهو نصف عقد. لكن في وقـت مبكر من هذا العام، أصبح من الواضح أن حملة اللقاحات في الاتحاد الأوروبي كانت متأخرة عن نظيراتها في الــولايــات المـتـحـدة والمملكة المتحدة ـ تأخرت جزئيا بسبب النقص الهائل في التوصيل من مواقع أسترا زينيكا الأوروبية. كانت الاشتباكات المدمرة التي تلت ذلك مع شركة أسترا زينيكا أنموذجا مصغرا لمتاعب الاتحاد الأوروبي. أثـــارت الـ كـة البريطانية ـ السويدية الغضب عندما كشفت 22 للمفوضية والدول الأعضاء في كانون الثاني (يناير) أنها ستسلم مليون جرعة 100 أقل من ثلث أو أكـ كانت الكتلة الأوروبية تتوقعها بحلول نهاية آذار (مارس). بعض الحاضرين اغرورقت أعينهم بالدموع في الاجتماع المغلق، وفقا لأشـخـاص اطلعوا عليه. أثــار التأخير رد فعل قـاس من الدبلوماسيين في الدول الأعضاء، ووصـــف أحـدهـم النقص بأنه "وصمة عار". تحدثت فــون ديــر لايــن إلى باسكال سوريو، الرئيس التنفيذي لشركة أسترا زينيكا. كانت رئيسة المفوضية "قلقة" وركــزت على كيفية "سحب كل زناد" لسد فجوة العرض، وفقا لما ذكـره شخص مطلع على المكالمة. تقول فون دير لاين نفسها إنها كانت "واضحة جــدا" مـع سـوريـو بأنني "أريـد جرعات اللقاح". لا يـــزال عــدم ثقة الاتـحـاد الأوروبي بأسترا زينيكا ملموسا، على الرغم من العرض المحسن المتواضع من قبل الشركة لتقديم مليون جرعة في الربع الأول. 40 تـواصـل الـ كـة المـعـانـاة مع إنتاجها في الاتحاد الأوروبي. تشير الشرائح التي أظهرتها المفوضية للقادة إلى أن بروكسل لم تتلق التزامات تسليم مؤكدة من أسترا زينيكا كافية لضمان هدفها العام 400 المتمثل في حشد أكثر من مليون جرعة من جميع الشركات المصنعة في النصف الأول من العام. اتخذت المشكلة بعدا جديدا في الوقت الذي يكافح فيه عدد من الـدول الكبيرة مع مخزونات مـن جـرعـات أســـ ا زينيكا غير المـسـتـخـدمـة. حــاولــت ميركل والرئيس الفرنسيإيمانويل ماكرون في الأيـام الأخـ ة استعادة ثقة الجمهور باللقاح بعد علامات استفهام حول فاعليته لدى كبار السن. قال ماكرونفي كانون الثاني (يناير) إن اللقاح "شبه غير فعال"، لكنه أصر الجمعة الماضي على أنه سيأخذه إذا عرض عليه. فون دير لاين مقتضبة بشكل ملحوظ عند مناقشة أسترا زينيكا، قالت: "إذا كانوا سيوفون بما وعـدوا، فلا بأس - بعد التجارب الأخــ ة، يجب أن تتبع الأفعال الأقوال". أشــــار ســـوريـــو، مــن أســ ا زينيكا، الأسبوع الماضي إلى أن شركته تفعل كل ما في وسعها مليون جرعة 40 لتحقيق هدف في الربع الأول. قال إن الشركة "تهدف إلى تحقيق التوافق" مع 180 الجرعات التي يبلغ عددها مليونا التي تتوقعها الكتلة بين نيسان (أبريل) وحزيران (يونيو)، من خلال الحصول على نصف تلك الجرعات من خارج الكتلة. تتطلب هذه الخطوة كلا من العرض المتاح وموافقة الاتحاد الأوروبي. اعترفت فون دير لاين بارتكاب أخطاء من جانبها في أوائل شباط (فبراير) في جلسة استماع للبرلمان الأوروبي - وهي لفتة متأخرة، وفقا لبعض النقاد. وتشير الآن إلى أن الخطأ الرئيس في التقدير الذي قامت به المفوضية كان في "إدارة التوقعات". قالت: "إذا طلبت لقاحات من مليون شخص، فهناك 500 أجل حد لما يمكنك زيادته خلال فترة زمنية معينة. مع الإنتاج الضخم للقاحات، فإن توسيع الإنتاج ليس بالتأكيد عملية خطية. هناك الكثير من المشكلات في البداية حتى تحصل على عملية مستقرة. لذا، إذا نظرنا إلى الوراء، قلل معظمنا من عدد الصعوبات الموجودة في البداية". لكن فـون ديـر لايـن تنفي أي أخطاء جوهرية في الاستراتيجية، وتعترض على الادعــاءات القائلة إن الاتحاد الأوروبي لم يستثمر في وقت مبكر من العملية. تقول إن الوقت ببساطة كان قصيرا جدا بعد اكتشاف اللقاحات الجديدة على نحو لا يكفي "لزيادة الطاقة الإنتاجية بشكل كبير جـدا في الواقع"، ولم يكن من الممكن أن يتغير الوضع لو دفِع مليار يورو إضافي لشركة ما. يشكك المـحـلـلـون في هـذا التأكيد. تقول شركة إيرفينيتي، وهـــي شركـــة لتحليلات علوم الحياة، إن الـولايـات المتحدة والمملكة المتحدة أنفقتا مقدما أكثر بكثير من حيث نصيب الفرد من الكتلة الأوروبية على تطوير اللقاح وبناء القدرة التصنيعية، عندما كانت المخاطر أعلى وكان الاستثمار أهم ما في الأمـر. في حين أن البيانات المنشورة غير مكتملة وبعض المعايير ذاتية، تقدر شركة إيرفينيتي أن المملكة المتحدة خصصت ما لا يقل عن أربعة أضعاف ما خصصه الاتحاد الأوروبي - وبالتالي اكتسبت ميزة في الإمداد المبكر للجرعات. بالنسبة للادعاءات بأن الاتحاد الأوروبي كـان بطيئا فـوق الحد في توقيع العقود، تستشهد فون دير لاين "بأدلة مثيرة للاهتمام" عـ أن عقد أســ ا زينيكا مع المملكة المتحدة تم توقيعه في اليوم التالي للعقد الذي أبرمته مـع الاتــحــاد الأوروبي في آب (أغسطس). وتقول: "لذا لم تعد هذه النقطة مهمة الآن". يعترض المشككون بقولهم إن هذا خارج عـن المــوضــوع، حيث أن الأمـر الحاسم كان صفقة الإنتاج التي وافقت عليها لندن من حيث المبدأ مع الشركة في أيار (مايو). في حـ تـم انتقاد الاتحاد الأوروبي بسبب التزامه بعملية تـرخـيـص الأدويــــة الأطــــول من إجــراءات الطوارئ المعجلة في المملكة المتحدة، تجادل فون دير لاين بأن هذه كانت أيضا هي الخطوة الصحيحة. وتستشهد بمخاطر السلامة المحتملة لحقن مواد نشطة بيولوجيا في الأفراد الأصحاء. مع ذلك، المجر التي يقودها فيكتور أوربــــان انفصلت عن المجموعة وتبنت اللقاحات الروسية والصينية التي لم توافق عليها وكالة الأدوية الأوروبية، في حين قالت جمهورية التشيك إنها تعتزم الموافقة على استخدام الروسي. وافقت 5 لقاح سبوتنيك سلوفاكيا على شراء مليوني جرعة منه. الإحباط الألماني فـكـرة أن بـروكـسـل تعلمت دروسـهـا ليست شيئا يثق به ساسة الاتحاد الأوروبي - خاصة في ألمانيا. مـع اقـــ اب موعد الانتخابات في أيلول (سبتمبر) وتقاعد أنجيلا ميركل من منصب عاما، أصبحت 16 المستشارة بعد السياسة في برلين أكثر تقلبا. لا يوجد موضوع أكثر إثارة للجدل والغضب من تسليم اللقاح، وحقيقة أن الاتحاد الأوروبي قد تخلف عن دولته العضو السابقة المملكة المتحدة يتبين أنها مزعجة بشكل خاص. من خلال الانضمام إلى خطة شراء الـلـقـاحـات في الاتـحـاد الأوروبي، ضحت ألمانيا، مثل الدول الأعضاء الكبيرة الأخرى، بقدرتها على محاكاة المملكة المــتــحــدة وعــقــد صفقاتها الخاصة. ماركوس سـودر، أحد أقـــوى السياسيين في ألمانيا ـ مثل فـون ديـر لايـن عضو في ائتلاف يمين الوسط بين الاتحاد الديمقراطي المسيحي والاتحاد الاجتماعي المسيحي ـ انتقد علنا إطــ ق اللقاح لـدى المفوضية الشهر الماضي. ادعى أن الاتحاد الأوروبي قـدم الطلبات "بعد فوات الأوان وبكميات أقل مما يلزم" وكان "بخيلا" في مفاوضاته مع الشركات المصنعة. في محافلهم الخاصة كان كبار السياسيين الألمـــان حتى أكثر تنديدا. يقول أحد أعضاء البرلمان من الاتحاد الديمقراطي المسيحي: "كـان برنامج اللقاح فرصة حقيقية للمفوضية لتظهر للأوروبيين أنها تستطيع التصرف بحسم وذكـاء في أزمة ما، وقد أهدرتها". بالنسبة لبعضهم، فون دير لاين – التي تتمتع برعاية وعطف ميركل - تشكل هدفا مغريا في عام الانتخابات. وبوصفها ابنة أحد أبرز حكام ألمانيا الإقليميين، فهي تعد أقرب شخصية يمكن أن يحصل عليها الألمان من النخبة السياسية. أمضت أعـوامـهـا الأولى في أجواء بروكسل الحصرية البعيدة عـن الاهـتـ مـات اليومية، ثم درســت الطب وأنجبت سبعة أطـفـال. عند دخولها السياسة في أوائل الأربعينات من عمرها، تمتعت "السيدة القوية" و"الأم الفائقة" بصعود نجمها بطريقة غير عادية وبدت وكأن قدرها هو أن تشغل مناصب رفيعة. أصبحت الوزيرة الأطول خدمة في حكومات ميركل وكـان يتم الحديث عنها بشكل روتيني على أنها خليفتها المحتملة. لكن هـذه التكهنات تراجعت خلال فترة عملها وزيـرة للدفاع، وهي الوظيفة التي غالبا ما توصف بأنها "المقعد القاذف" للسياسة الألمانية. كانت إدارة وزارة توظف ألف شخص أمرا صعبا دائما، 250 لكن أعواما من التقشف تركتها مستنفدة بشدة، وحتى الآن لا يزال الجيش سيئ التجهيز ويفتقر إلى الموارد. على الرغم من بذل قصارى جهدها للإصلاح، إلا أن المشتريات العسكرية لا تزال تمثل مشكلة. يقول كريستيان مولينج، محلل دفاعيفي المجلس الألمــاني للعلاقات الخارجية: "يقول بعض الناس إن (الوزارة) غير قابلة لأن تحكم". لذلك كانت ترقية فـون دير لاين إلى منصب رئيسة المفوضية هي تحول ملحوظ. مع 2019 في ذلك، لا يزال موقعها في السياسة الألمانية محفوفا بالمخاطر ولم تدعمه انتكاسات اللقاح. لديها صورة عن كونها منعزلة لم تظهر أبــدا اهتماما كافيا بالسياسة المحلية في القواعد الشعبية للاتحاد الديمقراطي المسيحي، عــالم الناشطين المتطوعين وأصحاب الحملات. يقول أحد مسؤولي الاتحاد الديمقراطي المسيحي: "لا يمكنك تخيلها في مهرجان الجعة، وهي تصفع ظهور الآخــريــن". ظهر هذا الاتجاه في بروكسل، حيث تذكرت إحدى الحاضراتفي حفل استقبال قبل الإغلاق أن فون دير لاين اعتذرت بعد وقت قصير من مخاطبة الضيوف - على عكس سلفها الاجتماعي جان كلود يونكر. هــذا التحفظ يساعد على تفسير سبب افتقارها إلى الدعم في ألمانيا وفي حزبها. وهذا قد يجعلها عرضة للخطر مرة أخرى إذا اندلعت أزمــات مستقبلية - خاصة بعد خـروج ميركل من المسرح في أيلول (سبتمبر). كتبت أولريكه ديمـر ودانيل جوفارت في ترجمة لفون دير : "هي 2015 لايــن نــ ت في تفضل الاقتحام، دون استشارة أي شخص، والقيام بكل شيء بنفسها". دعم الكتلة في بروكسل، اعتمادها على دائـــرة صغيرة مـن المساعدين المـــوثـــوق بــهــم الـــذيـــن تم اســتــ ادهــم مــن بــرلــ ، بمن في ذلـك رئيس مجلس الــوزراء القوي بيورن سيبرت، أثار غضب المفوضين الآخرين. تم تسليط الضوء على هذه المشكلة خلال فصل محرج في أواخر كانون الثاني (يناير)، عندما دفعت المفوضية لفترة وجيزة مقترحات تصدير اللقاح التي كان من شأنها أن تنطوي على تجاوز مثير لبروتوكول إيرلندا الشمالية لمعاهدة بريكست. سـحـبـت بــروكــســل الـبـنـد المخالف في غضون ساعات من تحذير رئيسي الـوزراء الايرلندي والبريطاني. تعترف فون دير لاين الآن بأن "المزيد من التدقيق في العملية كان من الممكن أن يكون أفضل"، لكن في حين أنها تأسف لذلك فهي تصر: "في النهاية كانت النتيجة جيدة. لا جدال في ذلك". يتماشى أسلوب إدارة الرئيسة تماما مع ممارساتها في برلين، كما يلاحظ أحد كبار الدبلوماسيين في الاتحاد الأوروبي، الـذي لا يرى بالتالي سببا يذكر يدعو إلى الاعتقاد بأنها ستغيره. في حين أن كانت 2021 الأسابيع الأولى من صعبة بالنسبة لاستراتيجيتها بشأن اللقاح، مع وجود معارك علنية "ميلودرامية" مفرطة مع أسترا زينيكا، يقول الدبلوماسي إن الانتقادات بين الدول الأعضاء تلاشت الآن. يضيف: "المفوضية على الهاتف طوال اليوم مع جميع الموردين - إنهم يعملون بجد حقا. هم حيث نريدهم أن يكونوا". ظهرت دلائل هذا الحكم في قمة الخميس، حيث أعرب كثير من القادة عن دعمهم لجهود الاتحاد الأوروبي لشراء اللقاح – أمر لعله غـ مستغرب، بالنظر إلى أن الدول الأعضاء تمول تلك الجهود وتشارك عن كثبفي كل خطوة. بالنسبة للدول الأعضاء الأصغر حجما، قـرار الاتـحـاد الأوروبي الـ اء ككتلة يمثل شريان حياة وهـي تشعر بالامتنان تجاهه. البديل عن ذلك وشراء كل دولة بمفردها، كما يقول دبلوماسي آخــر، كـان يمكن أن يــؤدي إلى أسـعـار أعــ كـثـ ا وعمليات تسليم متأخرة بالنسبة للعواصم الصغيرة. يـقـول كـريـس فـــ ن، وزيــر الصحة في مالطا، أصغر دولة في الاتحاد الأوروبي من حيث عـدد السكان: "عـ الرغم من الانتقادات الموجهة، فإن الاتحاد الأوروبي قام بعمل جيد للغاية 27 في شراء اللقاحات. تمكنت دولــة عضوا مـن الاجـتـ ع معا للتفاوض وشراء اللقاحات معا. هناك هيكل يسير في الاتجاه الصحيح". تعمل مفوضية فون دير لاين الآن على نسخة الاتحاد الأوروبي الأمريكية، Barda مـن بـــردا وهـي الوكالة الحكومية التي استثمرت مليارات الـدولارات في اللقاحات المرشحة، في الوقت الــذي يسعى فيه المسؤولون إلى تغيير طبيعة قدرة الاتحاد الأوروبي على الاستجابة السريعة للتهديدات الصحية. لكن الرئيسة ومفوض السوق الداخلية، تييري بريتون، ومفوضة الصحة، ستيلا كيرياكيدس، يواجهون مهمة هائلة لمحاربة الطفرات الفيروسية، وإحباط نقص سلسلة التوريد، ووضع حد للشكوك حول تعامل المفوضية مع اللقاحات. تقول فـون ديـر لايـن: "علينا العمل عـ نظام لديه قـدرة يمكنك دائمـــا تشغيلها. في اللحظة التي يضرب فيها مثل هذا الفيروس، يجب أن تكون أوروبا قادرة على التطوير، والموافقة، والتوسع بسرعة ولهذا تحتاج إلى القدرة. لذلك تعلمنا دروسنا في الأشهر الماضية". لا يوجد موضوع أكثر إثارة للجدل والغضب في برلين من تأخير تسليم اللقاح وحقيقة أن الاتحاد الأوروبي تخلف عن المملكة المتحدة، الدولة العضو السابق في الاتحاد. حقنة الخلاص .. رياح اللقاح المعاكسة تضرب الاتحاد الأوروبي أورسولا فون دير لاين سام فليمنج ومايكل بيل من بروكسل من برلين وجاي شازان لاتيشيا فانكون «نيويورك تايمز» تصوير: .19 - مليونا من رعاياها ضد فيروس كوفيد 450 بدأت دول الاتحاد الأوروبي الشهر الماضي حملة تستهدف تطعيم ستكون الأشهر المقبلة اختبارا لقدرة الاتحاد الأوروبي وفون دير لاين على طي صفحة أخطاء اللقاح وما إذا كان من الممكن توفيره أمضت فون دير لاين أعوامها الأولى في أجواء بروكسل الحصرية البعيدة عن الاهتمامات اليومية ثم درست أطفال 7 الطب وأنجبت
Made with FlippingBook
RkJQdWJsaXNoZXIy Mjc5MDY=