aleqt (10002) 2021/02/28
9 إصدار يومي باتفاق خاص مع صحيفة «فاينانشيال تايمز» البريطانية كان يوسف وايت في منتهى الـنـشـاط عـنـدمـا قـــررت ليزا فيتزباتريك الاقتراب منه. بصفته شابا صغير الجسم ينبض بالطاقة العصبية، وايت لديه رسالة إلى حفنة من الناس الـذيـن يـصـادف أن يمــروا في زاوية شارع واشنطن العاصمة بالقرب من التقاء شارع مارتن لوثر كينج جونيور مع شارع مالكولم إكـس. وهو يعلن أن مــرض مـن صنع 19 - كوفيد الإنسان، اخترعه البيض لإخضاع الأمريكيين السود مثله. يصرخ قائلا: "هناك كثير من الأوبئة في هذا العالم! لماذا نركز كثيرا على هذا الوباء؟ السبب هو لأنهم يريدون السيطرة علينا. كوفيد يزرع الخوف في عقلك - التباعد الاجتماعي هو الطريقة التي من خلالها يتحكمون بك". فيتزباتريك واقفة في مكان قريب مرتدية معطف المختبر وتظهر علامات التشكك على وجهها الـعـابـس. هـي طبيبة وأســـتـــاذة جامعية مختصة بـــالأمـــراض المــعــديــة، وقـد سمعت هذا النوع من الخطاب مـن قبل. قبل ثلاثة أعــوام، انتقلت فيتزباتريك من شقتها في وسط المدينة في العاصمة الأمريكية إلى هـذه المنطقة المتداعية في محاولة لتحسين حركة المعلومات الصحية إلى 2019 المجتمعات المحرومة. في أنشأت شركـة جرابفاين هيلث ، وهي Grapevine Health شركة للتثقيف الصحي تهدف إلى مكافحة بعض المعلومات الخاطئة التي تقول إنها منتشرة بين المجتمعات الفقيرة والسود مثل مجتمعها. الــــفــــكــــرة، كــــ تــقــول لـ"فاينانشيال تايمز" في وقت لاحق في الدفء النسبي لمنزلها 15 القريب، خطرت لها منذ نحو عاما، عندما تحدثت في لجنة تثقيف صحي تستهدف الرجال السود وأدركــت أنهم يظهرون الانتباه لنصائحها الصريحة أكثر مـ يفعلون تجاه المحتوى الأكاديمي الذي يقدمه زملاؤها المشاركون في اللجنة. "جاء أحد الرجال إلي بعد ذلـك وسألني ’كــيــف يمـكـن لـشـخـص مثلي الوصول إلى شخص مثلك بشكل منتظم؟‘ ولم أنس ذلك قط". خلال الأشهر القليلة الماضية، كانت مهمة فيتزباتريك مهمة فريدة: إقناع أكبر عدد ممكن من السود – فردا فردا إذا لزم الأمر – .19 - بقبول التطعيمضد كوفيد مهمتها في غاية الأهمية. بالنسبة لأمريكا التي تسببت معالجتها الكارثية للمرض في أن يكون عدد الوفيات بسبب الفيروس على المستوى الوطني أعلى من الوفيات نتيجة الحرب العالمية الثانية، اللقاحات توفر أفضل أمـل للتغلب على الـوبـاء. لكن النجاح غير المسبوق والسرعة في طرحها في السوق جلبت تحديات قوية، مثل التردد في قبول اللقاحات. يتبين أن إقناع الأمريكيين السود بأن اللقاحات آمنة أمر صعب للغاية. البالغون السود هم أكثر المجموعات قلقا بشأن تلقيحهم: في دراســة أجرتها Kaiser مؤسسة كايسر فاميلي للأبحاث Family Foundation الصحية في كانون الثاني (يناير)، في المائة إنهم يريدون 43 قال "الانتظار والترقب" قبل تلقي في المائة 26 اللقاح، مقارنة بـ من الأمريكيين البيض. تظهر البيانات من المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها أنه في حين أن الأمريكيين CDC في المائة من 13 السود يشكلون في 15 سكان الولايات المتحدة و ،19 - المائة من وفيات كوفيد في المائة فقط 6 فإنهم يشكلون من الذين تم تطعيمهم حتى منتصف شباط (فبراير). بالنسبة لكثير من الأمريكيين السود، فإن مسألة التطعيم ليست خـوفـا مــن الـجـديـد، ولكنهم يــريــدون معرفة ما إذا كـان يمكنهم الـوثـوق بأن حكومتهم تأخذ مصلحتهم العليا مأخذ الجد. على مدى الأعــــوام الأربــعــة الماضية، شاهدوا الرئيس السابق دونالد ترمب يطلب من مجموعة من العنصريين البيض أن "يقفوا على أهبة الاستعداد" في الفترة التي سبقت الانتخابات، ويشرف على إطلاق الغاز المسيل للدموع على المتظاهرين خـارج البيت الأبيض من أنصار حركة "حياة السود مهمة"، ويقلل من شأن الوباء الذي أصاب مجتمعهم أكثر من أي مجتمع آخر. لكن المـخـاوف بشأن نوايا الحكومة الأمريكية تعود إلى أبعد من ذلك بكثير: إلى تجارب على السود، 20 طبيةفي القرن الـ وتقارير عن بطانيات موبوءة بالجدري تم توزيعها عمدا على الأمريكيين الأصليين في القرن ، ووصول العبيد الأفارقة 18 الـ .1619 إلى أمريكا في يقول ريد توكسون، الطبيب الذي يعمل مع فيتزباتريك في مجموعة حملة "التحالف الأسود ": "العلاقة بين 19 - ضد كوفيد الملونين ومجتمعنا مشوبة بالتصدع. لا يوجد مكان يتضح فيه ذلك أكثر من مواقف الناس تجاه اللقاح". وعد الرئيس الأمريكي الجديد جو بايدن بأن يجعل معالجة الانـقـسـام العرقي في البلاد أولوية له، إلى جانب التعامل مع الـوبـاء. وأدرك أيضا كيف تتقاطع هذه القضايا، مع إنشاء فريق العمل المعني بالمساواة ، الذي 19 - الصحية لكوفيد سيقدم تـوصـيـات لمعالجة التفاوتات الصحية التي يسببها الوباء. لكن موقف وايت من اللقاح، وهو يقف في الشارع على وشك التحدث إلى فيتزباتريك، واضح: هو لا يثق بالسلطات الصحية، جزئيا لأنـه يعتقد أنهم ربما يحاولون إيذاء الناس الذين هم مثله، ولكن أيضا لأن استجابتهم للوباء سيئة للغاية. فما الذي يجعله يثق بالحكومة التي أشرفت على ذلك؟ فيتزباتريك تقود وايت جانبا، بعيدا عن الجمهور الذي بدأ في استقطابه. قالت لي لاحقا: "أنا أفهم ما يقوله. لم نتمكن من بناء الثقة داخل المجتمع الأسود - والآن نطلب منهم القبول بشيء ليس من السهل قبوله وأخذ هذا اللقاح". لفهم سبب مشاركة الكثير من الأمريكيين السود مخاوف عاما 90 وايت، من المفيد العودة إلى مدينة تسمى توسكيجي في بدأ المسؤولون 1932 ألاباما. في الذين يعملون نيابة عن خدمة الصحة العامة الأمريكية في تجنيد متطوعين من المــزارع حول المدينة لبرنامج طبي يبدو غامضا. كان فريدي لي تايسون، والد ليلي تايسون هيد أحد هؤلاء الذين تم تجنيدهم. وكذلك كان عم والدها واثنان من أبناء عمومتها. تقول من منزلها في ويترز، فيرجينيا: "تم الاتصال بوالدي وقيل له إن دمه فاسد. جـاؤوا إلى الرجال في الحقول التي يعملون فيها. وجاؤوا إليهم في كنائسهم. وجاؤوا إليهم في المدارس". لكن لم تعرف حقيقة الأمر عاما حين اكتشفت 40 إلا بعد عائلة تايسون ومئات العائلات الـسـوداء الأخــرى من مقاطعة ماكون أن الرجال كانوا جزءا من تجربة طبية لتتبع ما سيحدث إذا سمح لمرض الزهري بالتقدم دون عـــ ج في الـجـسـم. لم تشمل التجربة إعطاء الرجال مـرض الـزهـري، لكنهم حرموا من العلاج، حتى بعد الاعتراف بالبنسلين كعلاج آمـن وفعال وحتى عندما أصبحت 1945 في حالتهم سيئة للغاية. فريدي لي تايسون، المصاب بمــرض الـزهـري الخلقي ولم تظهر عليه أي أعراض، لم يكن واحدا من هؤلاء. تقول ليلي إنه ظل لائقا وفي صحة جيدة إلى أن قتل في حـادث سيارة وهو في طريقه إلى العمل، عن عمر عاما. لكن ما لا يقل عن 82 يناهز من المشاركين في التجربة 28 عانوا المرحلة الأخيرة من مرض الزهري: فشل الأعضاء والموت في النهاية. ، بينما كانت تجربة 1951 في توسكيجي لا تـــزال جـاريـة، دخلت هنرييتا لاكــس، وهي مزارعة تبغ شابة وأم لخمسة أطفال، مستشفى جونز هوبكنز في بالتيمور، وتشكو من نزيف مهبلي. قادها زوجها بالسيارة ميلا إلى هناك، لأنه 20 لمسافة كـان المستشفى الوحيد الذي يعالج المرضى السود مثلها. كانت لاكس مصابة بسرطان عنق الرحم، الذي قضى عليها 31 في غضون أشهر في سـن عاما. لكن قبل ذلك، تم جمع عينة من أنسجتها دون علمها أثـنـاء الـعـ ج وإرسـالـهـا إلى جورج جي، رئيس قسم زراعة الأنسجة بالمستشفى. تبين أن الخلايا فريدة من نوعها، وتزدهر خارج الجسم ويتضاعف عددها ساعة. الخلايا الناتجة 24 كل عنها، المـسـ ة خـ يـا هيلا، تعيش اليوم وتستخدم في كل شيء بدءا من تطوير لقاح شلل الأطفال إلى المساعدة على 19 - تحديد كيف يصيب كوفيد جسم الإنسان. مع ذلـك، لم تكتشف عائلة لاكس أن هذه الخلايا المعجزة كانت موجودة حتى السبعينيات. لم يشاركوا أبدا في أي مكاسب تجارية، حتى مع تـداول خلايا هيلا الـيـوم بـ المـ رسـ الطبيين مقابل آلاف الدولارات لكل ق ـارورة. في الواقع، ظلت قصتها غير معروفة نهائيا إلى أن صدر كتاب ريبيكا سكلوت بعنوان "الحياة الخالدة لهنرييتا .2010 لاكس" في هذه هي أنواع القصص التي يتذكرها كثيرمن الأمريكيين السود وهي جزء كبير من السبب الذي يجعل الكثيرين لا يثقون بنصائح الهيئات الصحية الحكومية. تقول تايسون هيد: "لم تكن توسكيجي فريدة من نوعها". كما أشارت، لا يزال التفاوت في الرعاية الصحية مستمرا اليوم. الأمريكيون السود أقل احتمالا من نظرائهم البيض أن يكون لديهم تأمينصحي خاص، ويقل احتمال حصولهم على مشورة الصحة العقلية، وأقل احتمالا أن توصف لهم المواد الأفيونية للألم الشديد. ويرجع ذلك جزئيا إلى الوضع الاجتماعي والاقتصادي، لكن أيضا بسبب التحيزات العميقة على ما يبدو بــ المهنيين الـطـبـيـ . في ، سأل 2016 دراسة أجريت في نصف طلاب الطب عن عبارات معتمدة مثل "النهايات العصبية للأشخاص السود أقل حساسية مــن الأشــخــاص الـبـيـض" أو "السود لديهم بشرة أكثر سمكا من البيض". تقول فيتزباتريك: "هناك كثير من الناس الذين لا يثقون بأطبائهم. إنـه إحساس قوي لديهم. هـل الطبيب ممسك بمقبض الباب طوال الوقت؟ هل يرفض الجلوس؟ هؤلاء المرضى يلتقطون تلك القرائن الدقيقة". حاولت الإدارات المتعاقبة حـل بعض هــذه التفاوتات - أثبت قانون الرعاية بأسعار معقولة في عهد أوباما، مثلا، نجاحه بشكل خاص في تحسين معدلات التأمين بين المجتمعات المهمشة. لكن الوباء أكد حجم المشكلة الذي يظل دون حل. تظهر بيانات الحكومة الأمريكية أن السود أكـ عرضة بنسبة في المائة للإصابة بفيروس 10 كورونا مقارنة بالبيض، وثلاثة أضــعــاف احــتــ ل دخولهم المستشفى بسبب المــرض ومرتين للوفاة. بالنسبة لمـارسـيـ نونيز سميث، التي تترأس فريق العمل المعني بـالمـسـاواة الصحية لكوفيد، حجم التحدي واضح. تقول: "إذا فكرت فيما يعنيه أن عام في هذه 400 يكون لديك الدولة وأنت تتعرض للتهميش وتعد من الأقليات – تخيل عدم الثقة الذي ستشعر به في هذا النظام. لكنك لست بحاجة إلى التحدث عن توسكيجي أو هنرييتا لاكـس، لأن كثيرا من الناس يمكنهم أن يــرووا لك قصصا عن أصدقاء لهم يحاولون الحصول على الرعاية الصحية قبل أسبوعين فقط ويتعرضون لسوء المعاملة". تتفهم تايسون هيد أيضا سبب عدم ثقة الناس بالمشورة الطبية، بالنظر إلى ما مر به والـدهـا. لكنها تم تطعيمها، مثلها مثل معظم أفراد أسرتها المؤهلين. تقول، في إشارة إلى أسطورة حضرية حـول التجربة: "على الرغم مما يـراه بعض الناس الآن، لم يتم حقن الرجال في توسكيجي بمرض الزهري. بيت القصيد هو أنهم حرموا من العلاج. نحن لا نحرم من لقاح ، لذلك دعونا لا نحرم 19 - كوفيد أنفسنا منه". رسالة فيتزباتريك مشابهة. حتى وقت قريب، كانت تعمل في مهنة تقليدية، وإن كانت مضطربة، مسؤولة صحية رفيعة المستوى. بعد عشرة أعوام من العمل في مراكز السيطرة على الأمراض - الذي ينظر إليه على أنه أعلى هيئة للصحة العامة في العالم إلى أن تلطخت سمعتها بسبب استجابتها الفاشلة لوباء فيروس كورونا - أصبحت أستاذا مشاركا للطب في جامعة هوارد، وهي كلية للطلاب السود تاريخيا في واشنطن. ، قررت أن مستقبلها 2014 في قد يكمن في الأعـ ل وحضرت دورة في الابتكار الاجتماعي في كلية كينيدي، وهي كلية الإدارة الحكومية في جامعة هارفارد. هـنـاك، أدركـــت أن اهتمامها بمـ رسـة التثقيف في مجال الصحة العامة يمكن أن يحقق دخلا، لذا شحذت سلسلة مقاطع الفيديو الخاصة بها "الدكتورة ليزا في الشارع". كانت الفكرة هي بيع إنتاجها التعليمي لشركات الرعاية الصحية والتأمين، لكن صناديق رأس المال المغامر لم تقبل أن تدعمها - فقد رأوا أن عملها يستحق القيام به لكنه غير مربح. عادت إلى الخدمة العامة في منصب كـبـ ة الإداريـــ الطبيين في واشنطن لبضعة أعــوام قبل أن تقرر الانتقال إلى جنوب شرق المدينة الفقير وتستخدم مالها لتنفيذ فكرتها. منذ ذلك الحين، كما تقول، فهمت بشكل أفـضـل سبب حصول الناس في المنطقة على نتائج صحية أسوأ. متجر البقالة الوحيد الـذي تحبه على بعد مسافة قصيرة بالسيارة، ومنذ أن تعطلت سيارتها، لجأت إلى الوجبات السريعة. ارتفع ضغط دمها ووزنها. اعتادت على صوت إطلاق النار خارج نافذتها، رغم أنــه ربمــا لم يساعد صحتها العقلية. هذه، بالطبع، هي الحياة التي يعيشها كثير من الناس الذين تتواصل معهم الآن أثناء تصوير لقاءاتها في الشارع. نشأ داريل روبنسون في هذا الحي خلال السبعينيات والثمانينيات من القرن الماضي، تماما في الوقت الـذي ظهر فيه الرعب الكامل لتوسكيجي. يقول وهو يتحدث من شقته على بعد أميال قليلة من المكان الذي نشأ فيه: "تم ذكر توسكيجي في منزلي – هذا النوع من الأحاديث هو الذي كنا نتبادله أثناء العشاء. لكن الأمر لم يكن مع أمي وأبي فقط - فقد كانت المحادثة في كل مكان، مع الأصدقاء وأفراد الأسرة أيضا". كان كثير من جيران روبنسون يشككون في الأطباء حتى قبل الكشف عن توسكيجي، ويرجع ذلك جزئيا إلى افتقارهم إلى الوصول إلى الرعاية الأولية. كل هذه الأشياء كانت تدور في ذهن روبنسون عندما فكر لأول مرة في إمكانية تلقي لقاح ، كما دارفيذهنه أنه 19 - كوفيد شخص مصاب بمرض مقدمات الـسـكـري. عندما ذكــر طبيبه (وليس فيتزباتريك) التطعيم لأول مرة، كان رد فعل روبنسون مشابها لرد فعل يوسف وايت: "كان موقفي: قطعا لا". لكن ببطء، على مـدار عدة أشهر وكثير من المحادثات، أقنعه طبيبه بـأن الأشخاص الذين يعانون من حالات كامنة قــد تــم تمثيلهم جـيـدا في التجارب السريرية ولم يواجهوا أي خطر معين من اللقاح. يقول روبنسون: "كنت قلقا بشأن الذين لديهم مشكلات موجودة مسبقا. لكني تحدثت مع عدد من المهنيين الطبيين وكان أشخاص مثل هؤلاء في مجموعة الاختبار. المـشـكـ ت ال ـت ـي واجـهـوهـا جاءت للتو مع أشخاص لديهم حساسية (شـــديـــدة)". تلقى روبنسون اللقاح هذا الشهر، ويعتزم القيادة لمسافة ثلاثة أميال إلى منزل والديه في أقرب وقت ممكن، وعناقهما لأول مرة منذ عام. لا يمكن للعلم إقناع الجميع بسهولة. يقول روبنسون إن كثيرا من الشباب الذين يقدم لهم تدريبا وظيفيا في مؤسسة الكونجرس هايتس للتدريب والتطوير المجتمعيفيواشنطن هم أقل استعدادا حتى للتفكير في تلقيحهم كجزء من برنامج تديره الحكومة. أحدهم هو ويلي آدامز، وهو أب لأربعة أطفال في الثلاثينات مــن عــمــره، وكـــان يعمل في مستشفى جامعة جورج تاون في واشنطن حتى العام الماضي، لكنه الآن عاطل عن العمل وقد حضر أخيرا دورات روبنسون. بصفته مـمـرضـا في غرفة العمليات، كان آدامز على اتصال ، ولو كان لا 19 - مباشر بكوفيد يزال في وظيفته، لكان من أوائل الذين يعرض عليهم اللقاح. لكنه لم يكن ليهتم - لم يكن ليأخذه ولا ينوي ذلـك. يقول: "أجـروا اختبارات علينا لعقود. التاريخ وراء هذا مروع". ليست قصصا مثل توسكيجي هي التي تشغل بال آدامز عندما يفكر في اللقاح. بدلا من ذلك، لديه إحساس أعمق بأن الحكومة لا تولي أهمية كبيرة لحياته. كان آدامز أحد الذين تظاهروا في واشنطن الصيف الماضي مطالبين بالعدالة بعد مقتل جــورج فلويد عـ يـد ضابط شرطة في مينيابوليس في أيار (مــايــو). واصـطـفـت الشرطة المدججة بالسلاح وأبقت آدامز وآلافا آخرين ضمن الحد، حيث كان أفراد الشرطة يجولون في الشوارع وكـان أزيـز الطائرات المروحية فوق المدينة لعدة أيـــام. بعد أشـهـر، شاهد في رعـب حشدا من أنصار ترمب يقتحمون الكونجرس، بعدما تفوق عددهم على عدد الجهاز الأمني. يقول: "عندما ذهبت إلى مبنى الكابيتول للمشاركة في مسيرة ’حياة السود مهمة‘ كانت الشرطة مـوجـودة ببنادقها ومعها كل شيء. الآن أنت تقول لي إنه لا يوجد أحد في الخارج قادر على إيقاف هؤلاء الناس (العصابات المؤيدة لترمب)؟ كيف أستطيع أن أثق بالحكومة بعد ذلك؟". شعور آدامز بعدم الارتياح بشأن نوايا الحكومة تغلغل في نفسه وظهر على شكل مجموعة مـن نظريات المــؤامــرة. فهو يعتقد أن المسؤولين يريدون استخدام برنامج التطعيم لزرع شرائح دقيقة في أجساد الناس، ولكنهم يتحدثون أيضا بإسهاب 5G عن شبكات الهاتف المحمول ومعسكرات اعتقالسرية وظهور "النظام العالمي الجديد". كل هذا يثير سؤالا واضحا: مــن أيـــن يـحـصـل عــ هـذه المعلومات؟. % من سكان 13 السود يشكلون % من الوفيات، 15 الولايات المتحدة و % فقط من الذين تم 6 يشكلون تطعيمهم حتى منتصف شباط (فبراير) هنرييتا لاكسصاحبة الخلايا الفريدة التي تزدهر خارج الجسم، ساعة. 24 ويتضاعف عددها كل المخاوف من اللقاح تعود إلى تجارب طبية ، وتقارير عن 20 أجريت على السود في القرن الـ بطانيات موبوءة بالجدري تم توزيعها عمدا على »2 من 1« . الأمريكيين الأصليين، وأشياء أخرى المآسي التاريخية تقفحائلا بين الأمريكيين السود ولقاح كوفيد . الرئيس الأمريكي آنذاك، بيل كلينتون، الذي استضاف الحفل: 1997 ( أيار )مايو 16 هيرمان شو، أحد الناجين من تجربة توسكيجي، يتحدث خلال حفل في البيت الأبيض في «الفرنسية/جيتي» تصوير: بول ريتشاردز - عاما. 97 عن عمر يناهز 1999 اعتذر للناجين من ضحايا التجربة ولأسرهم. توفي شو في من واشنطن كيران ستيسي عاما تم خداع الرجال السود 90 قبل ووضعوا ضمن تجربة طبية لتتبع ما سيحدث في الجسم إذا سمح لمرض الزهري بالتقدم دون علاج خلايا هنرييتا لاكس التي أخذت منها تستخدم في 1951 دون علمها في تطوير لقاح شلل الأطفال وتحديد كيف يصيب كوفيد الإنسان «الأرشيف الوطني الأمريكي». 1932 أحد ضحايا تجربة توسكيجي عام NO. ١٠٠٠٢ ، العدد 2021 فبراير ٢٨ هـ، الموافق 1442 رجب ١٦ الأحد
Made with FlippingBook
RkJQdWJsaXNoZXIy Mjc5MDY=