aleqt (10002) 2021/02/28
5 NO. 10002 ، العدد 2021 فبراير 28 هـ، الموافق 1442 رجب 16 الأحد تريليون يورو 11 صراع سداد الديون يلوح في أفق منطقة اليورو بعد هدوء عاصفة كورونا .. لم تكن الفترة الممتدة منذ بداية العام الجاري حتى اليوم مثالية بالنسبة لاقتصاد منطقة اليورو، إذ أدى الارتفاع في أعداد الإصـابـات بفيروس كـورونـا إلى استمرار سياسات الإغلاق، أو تبني سياسات جديدة متشددة لمواجهة الوباء. وأضــعــف الإغــــ ق النشاط الاقتصادي وإيجاد توقعات بأن الربع الأول من هـذا العام لن تكون أغلب مؤشراته الاقتصادية إيجابية، لهذا يرجح أن يستغرق تعافي اقتصاد منطقة اليورو وقتا أطول مما توقعه معظم الخبراء، وربما يتأخر التعافي حتى تنجح 19 حكومات ودول المنطقة الــ في السيطرة على الفيروس أو أن تبلغ معدلات التطعيم باللقاحات مستويات آمنة تسمح بإعادة استئناف النشاط الاقتصادي. ويمكن القول عند تقييم أداء اقتصادات دول منطقة اليورو بأنه أداء متباينا إلى حد كبير، فوفقا لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، كان الاقتصاد الإسباني الأكــر تــررا الـعـام المـاضي، وتقلص الناتج المحلي الإجمالي في المائة تقريبا، أما في 12 بنحو فرنسا وإيطاليا، فإن نسبة التراجع في المائة، 9.1 الاقتصادي بلغت 5.5 بينما شهدت ألمانيا انكماشا في المائة. ويرجع التباين الملحوظ إلىعدة عوامل، فقد تضرت بعض الدول مثل إسبانيا وإيطاليا من الوباء أكث من الـدول الأخـرى، ونتيجة ذلك دخلتفي عملية إغلاق أطول وأكث صرامـة في الموجة الأولى، كما لعبت العوامل القطاعية دورا مهما أيضا، إذ عانت الدول التي تعتمد على السياحة أكث من غيرها، بينما كانت الدول الصناعية مثل ألمانيا أقل تضرا. استطلعت "الاقتصادية" آراء عـدد مـن الـخـ اء الاقتصاديين حـول اقتصاد منطقة الـيـورو، وأبرز التحديات، التي ستواجهها ، وهل يمكن 2021 المنطقة في لتلك التحديات أن تعيد تشكيل منطقة اليورو من جديد؟. ربما تكون نقطة الإجماع بين الخبراءـ الذين التقتهم "الاقتصادية"، مبنية على أنه أيا كان مستوى الأداء الاقتصادي لمنطقة اليورو خلال هذا العام، فإن قضية الديون ستمثل التحدي الأبرز لمعظم إن لم يكن جميع حكومات المنطقة بلا استثناء. ويــعــتــقــد ألـــــ ت سـكـوت الاسـتـشـاري في عـدد مـن بيوت الخبرة الاقتصادية من بينها شركة كابيتال إيكونميكس أن إرث فيروس كورونا وتأثيره في المالية العامة لأوروبا سيستمر لفترة طويلة حتى بعد زوال الوباء، مشيرا إلى أن تفشي فـ وس كورونا والأعـداد الضخمة لـإصـابـات والضحايا أجـ ت دول اليورو على التخلي عن قيود الإنـفـاق والاستدانة، ما سيجعلها تصارع هي وغيرها من الاقتصادات المتقدمة أزمة مديونية ثقيلة خلال هذا العام وعدد من الأعوام المقبلة. ويقول سكوت "وبــاء كورونا أدى إلى زيادة الديون إلى أكث من في المائة من الناتج المحلي 100 الإجمالي في كثير من دول منطقة الـيـورو، ويقترب إج ـ لي ديون تريليون يورو، 11 المنطقة من ودفــع هـذا الوضع بالمفوضية الأوروبية ولأول مرة إلى الاقتراض من الأسواق عبر صندوق التعافي مليار يـورو، لتقديم 750 بقيمة المنح والقروض للدول الأعضاء". ويعد إلبرت سكوت أنه بمجرد أن تهدأ عاصفة كـورونـا، فإن منطقة اليورو ستشهد صراعا حادا حول كيفية سداد ديونها، فرفع الضائب سيضع ضغوطا معيشية على السكان، وقد يعرقل الانتعاش الاقتصادي نسبيا، كما أن القواعد المالية للاتحاد الأوروبي، التي تطلب من الحكومات إبقاء العجز في المائة من 3 المـالي أقـل من الناتج المحلي الإجـ لي والدين في المائة من 60 الإجمالي أقل من الناتج المحلي الإجـ لي، قد تم تعليقها منذ تفشي الوباء. ولم تعد هدفا واقعيا في ظل المعدلات الراهنة للمديونية، ومن ثم، فإن تنشيطها بمجرد انتهاء الأزمة سيفجر أزمة بين دول العملة الأوروبـيـة الموحدة، خاصة مع تغير القيادة السياسية في ألمانيا ورحيل المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل بنهاية العام عن منصبها، وسيتمحور الـنـزاع بـ الألمـان والهولنديين من جانب، الذين سيطالبون بسياسات اقتصادية صارمة والفرنسيين والإيطاليين واليونانيين، الذين سيطالبون بتدابير متدرجة ومرنة للتعامل مع أزمة المديونية. القلق من تفاقم أزمة الديون في منطقة اليورو، لم يكن التحدي الوحيد الذي أشار إليه الخبراء، إذ يعتقد الكثيرون أن الأوضـاع قد تكون ضبابية، خاصة في الربع الأخير من هذا العام، وذلك مع رحيل المستشارة الألمانية عن سدة عاما قادت فيها 15 السلطة بعد أكبر اقتصاد أوروبي. وتقول لـ"لاقتصادية" إيمي ميركي أستاذة الاقتصاد الكلي في جامعة كامبريدج "يعد تشكيل الحكومة الألمانية بعد رحيل أنجيلا ميركل أمــرا حاسما ليس فقط لألمانيا، بل لمنطقة اليورو والاتـحـاد الأوروبي، إذ يتوقع أن تبتعد ألمانيا عن الاتجاهات الوسطية، التي تبنتها ميركل وأن تتبنى مـواقـف اقتصادية أكث محافظة، وهـذا سينعكس على أوروبا ككل". وتضيف بالطبع سيواصل الاقتصاد الألمــاني الحفاظ على مكانته كأقوى اقتصاد أوروبي، وسيقوم بلعب دور القاطرة للاتحاد الأوروبي ومنطقة اليورو، لكنه سيفقد كثيرا من ديناميكيته، نتيجة الضغوط التراكمية خلال ، يضاف لذلك أنه إذا كانت 2020 القيادة الألمانية الجديدة أكث طموحا تجاه التكامل الأوروبي، فيمكن أن يشهد الاتحاد الأوروبي ومنطقة اليورو مزيدا من الانقسام الداخلي، في ظل معارضة عديد من التيارات السياسية اليمنية لتعزيز التكامل الأوروبي. ولا ينكر أريك كابلدي الخبير في الاقتصاد الأوروبي والباحث في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية أهمية التغيرات السياسية في ألمـانـيـا في تـحـديـد مسار الاقتصاد الأوروبي عامة، وفي منطقة اليورو على وجه التحديد هـذا الـعـام، ويصف ذلـك بهزة في القلب باعتبار أن ألمانيا هي قلب أوروبــا النابض، لكنه يرى أن المؤسسات الألمانية راسخة، والاقـتـصـاد الألمـــاني قــادر على امتصاص قدر كبير من الهزات، التي قد يتعرض لها بأقل درجة من الخسائر، ومن ثم فإنه يرى أن أزمة أوروبــا لا تكمن في القلب وإنما تكمن في "الأطراف". ويضيف كـابـلـدي "الأطـــراف الأوروبية هي التي تعاني بالفعل أزمــة اقتصادية حــادة، وجـذور الأزمــة تعود إلى مرحلة ما قبل تفشي وباء كورونا، الوباء فاقم الأزمة وزاد من حدتها". ويستدرك قائلا "التحدي الأكبر الذي ستواجهه منطقة اليورو هذا العام والأعــوام الثلاثة المقبلة ربما يكمن في عدم قدرة القلب "ألمانيا" على مواصلة ضخ مزيد من الدماء الجديدة فيشكل مساعدات وقروض واستثمارات مباشرة إلى الدول الأطراف". وبالفعل، فإن دائـرة الأطراف ليس فقط بالمعنى الجغرافي، وإنما أيضا الاقتصادي باتت تتفاقم في منطقة الـيـورو، فالتقلبات السياسية في إسبانيا ومستويات الديون المرتفعة تجعل إسبانيا تتجه لـ نـضـ م إلى إيطاليا لتحتل معها أسفل جداول الأداء الاقتصادي، فالائتلاف السياسي الحاكم هش، ومعدل البطالة بلغ في المائة، وتفشي الوباء زاد 16 من حدة التوترات القائمة بالفعل بين الحكومة المركزية والأقاليم. وفي الواقع، فإن محنة منطقة اليورو لا تتجلىفي بلد مثلما تجلت في اليونان، فأغلب التوقعات أشـــارت إلى أن الـعـام الـجـاري سيكون عام الانتعاش الاقتصادي، خاصة في ظل حكومة مدافعة عن قطاع الأعــ ل، إلا أن خطط الحكومة اليونانية لزيادة معدل نمو الناتج المحلي الإجـ لي من خلال جذب الاستثمارات الأجنبية وتقليص الروتين وخفض الضائب ذهـبـت أدراج الـريـاح مـع وبـاء كورونا، الذي وجه ضربة ساحقة لقطاع السياحة. وعقد الوضع المصرفيوأضعفه جـراء ارتفاع القروض المتعثة، ومع هذا يعتقد ليام سميث الخبير 2021 الاستثماري أن تحديات بالنسبة لمنطقة اليورو لا تنفي أن هناك مجموعة من العوامل يمكنها أن تغير الاتجاه العام أو على الأقل تضعف من قسوة تلك التحديات. ويقول: على عكس التوقعات القاتمة انتعشت التجارة العالمية بـرعـة كـبـ ة وعــــادت سلاسل التوريد العالمية بعد أن توقفت في الموجة الأولى من العدوى، والعودة السيعة للتجارة الدولية يدعم اقتصاد منطقة اليورو الموجه للتصدير، ومن ثم يزيد من قدرته على التعامل مع أزمة المديونية. ووفقا للبيانات الـصـادرة عن البنك المـركـزي الأوروبي، فإن التجارة الدولية استغرقت نحو 2007- عامين بعد الأزمة المالية لتقترب من مستوى ما قبل 2008 الأزمـــة، لكن في الأزمــة الحالية تطلب الأمــر تسعة أشهر فقط للتعافي. وفي ال ـواق ـع، ف ـإن عــددا من الخبراء يـرى أنـه على الرغم من المخاطر الناجمة عن أزمة الديون في منطقة الـيـورو، والمصاعب الاقتصادية في دول الأطـــراف، والهزات المحتملة في "القلب"، إلا أن ارتفاع معدلات مدخرات في 19 المستهلكين، التي بلغت 13 المائة العام المـاضي مقابل ، وعودة الانتعاش 2019 في المائة الاقـتـصـادي إلى الصين يمثلان طوق النجاة إلى اقتصادات العملة الأوروبية الموحدة. كما نجحت الأسر في الـدول في المنطقة في توفير ما 19 الـــ مليار دولار العام 450 يقدر بـــ ، ويتوقع 2019 الماضي، مقارنة بـ أن يتم ضخ تلك المدخرات مرة أخـرى في الاقتصادات الوطنية خلال هذا العام مع انتهاء سياسات الإغـ ق، ما يؤدي لتحقيق دفعة كبيرة للنفاق الاستهلاكي، وبالتالي نمو الناتج المحلي الإجمالي هذا العام. في المائة من الناتج المحلي. 60 من القواعد المالية للاتحاد الأوروبي أن يكون الدين أقل من % من الناتج المحلي .. والقروض المتعثرة تعقد الوضع المصرفي 100 ارتفعت إلى أكثر من من لندن هشام محمود مع استعداد ميركل للرحيل .. قادة أوروبا يعلقون آمالا على دراجي القوي بينما تستعد المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل للرحيل، هناك أمر أدركه قادة أوروبا دائما، ألا وهو أن ماريو دراجي، الرئيس السابق للبنك المركزي الأوروبي، الذي تولى رئاسة وزراء إيطاليا قبل أيام، لم يفقد هدوءه أبدا. وفي تحليل نـرتـه وكالة بلومبيرج للأنباء، ألقى الكاتب الصحافي ألبرتو نارديلي الضوء على قدرات وثقل قيمة دراجي، وكيف يعلق كثيرون الآمال عليه فيمستقبل أفضل لبلاده وللاتحاد الأوروبي بأسره. وسرد نارديلي تفاصيل موقف جـرى في بروكسل في حزيران بين دراجي 2015 (يونيو) عام ويانيس فاروفاكيس وزير مالية اليونان آنذاك بشأن الاتفاق على حزمة إنقاذ مالية مقررة لأثينا. وتمـكـن دراجــــي مــن إقـنـاع الجانب اليوناني برؤية المفوضية الأوروبية، ما أدى إلى أن يوقع رئـيـس وزراء الـيـونـان آنــذاك ألكسيس تسيبراس، على اتفاق. ووفقا لتحليل "بلومبيرج"، ألقى هذا الموقف الضوء على مؤهلات دراجي المخضم، البالغ عاما، فهو هادئ 73 من العمر وغير متساهل، وعلى دراية كاملة بمهمته. وشهدت القمة الأوروبية الخميس مشاركة دراجي التي طال انتظارها، بصفته رئيسا للحكومة الإيطالية. ووفقا لـ"الألمانية"، نقلت "بلومبيرج" عن مسؤول بارز في الاتحاد الأوروبي، تعامل بشكل مباشر مع دراجي على مدار ثمانية أعوام عندما كان رئيسا للمركزي الأوروبي، قوله إن دراجي ليس رئيس بنك مركزي تقليديا، أو تكنوقراطيا عاديا، إنه سياسي بدرجة كبيرة ويدرك كيف يمارس القوة. وأكد المصدر أن عودة دراجي إلى مجلس قــادة أوروبـــا تمثل ثقلا كبيرا يحظى باحترام على الصعيدين السياسي والجغرافي في أنـحـاء الاتـحـاد الأوروبي. ويقول النائب الإيطالي فليبو سينسي الذي عمل متحدثا باسم اثنين من رؤساء وزراء إيطاليا: "إن قوة دراجي والثقة التي يتمتع بها مع زعـ ء أوروبـا والعالم، ومعرفته الواضحة بالإجراءات والمؤسسات، أمور أساسية". وخلال فترة وجوده في البنك المركزي الأوروبي، كان دراجي قادرا على أن يدفع زعماء أوروبا إلى أن يرفعوا رؤوسـهـم عن أجهزة المحمول الخاصة بهم وأن ينصتوا إليه عندما يدخل إلى غرفة الاجـتـ ع، بحسب ما نقلته "بلومبيرج" عن رئيس وزراء سابق. وقال مسؤول كبير إن العرض الذي يقدمه دراجـي، كان يفتح مناقشات القمة، ونظرا لأنه أول من يتحدث، فإنه يشكل النمط الذيسوف تسير عليه المناقشات. وأكد مسؤول بارز آخر أن دراجي كان يستطيع أن يحفز الزعماء إلى التحرك عبر وصف السيناريوهات الأكث خطورة، بطريقة موجزة وواقعية وثاقبة. وأشــــار مـسـؤولـون آخـــرون إلى كيف كــان دراجـــي يحافظ على هدوئه وتماسكه في أشد اللحظات توترا. وتـولي دراجي رئاسة الحكومة الإيطالية في وقت تستعد فيه المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل إلى مغادرة منصبها بنهاية العام الجاري، ويواجه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون انتخابات صعبة العام المقبل، وقد أصيب الاتحاد الأوروبي بهزة شديدة جراء جائحة كورونا. ويعلق مـسـؤولـون بـــارزون آمالا عريضة على رئاسة دراجي للحكومة الإيطالية، ويعتقدون أنــه في وضــع فريد يسمح له بقيادة عملية التغيير في بلاده، وفي الاتحاد الأوروبي على نطاق أوسع. ورغــم ذلــك، يقول مسؤول أوروبي كبير إنـه يشعر بالقلق من أن هذه التوقعات لا تضع في الحسبان كيف يمكن للموقف المعقد في إيطاليا أن يقوض موقف دراجـي وسلطته، وحذر من أن هناك احتمالا لمواجهة خيبة أمل. ويـرى نارديلي في تحليله أن مهمة إصلاح الأوضاع في إيطاليا لم تكن مهمة سهلة لرؤساء حكومات سابقين خلال العقدين الماضيين، وأمام دراجي عامان، على أقصىتقدير، قبل الانتخابات المقبلة. الـنـائـب ويـــقـــول سـيـنـ الإيــطــالي: "بالنسبة لإيطاليا وللنظام بأسره، هذه لحظة دقيقة لمستقبل الاتحاد الأوروبي". وقــد تــولى دراجـــي منصبه بدعم برلماني واسع، وبمعدلات تأييد قوية كشفتها الاستطلاعات، في المــائــة، من 65 إذ أعـــرب الناخبين في استطلاع حديث عن تفاؤلهم بإمكانياته. وعـــانى الاقـتـصـاد الإيـطـالي من الركود أعواما قبل أن يودي ألف 95 وباء كورونا بأرواح نحو شخص، ويصل بمعدل الدين في المائة، من 160 العام إلى إجمالي الناتج المحلي. ويتمثل التحدي بالنسبة إلى دراجيفي توظيف برنامج التعافي الأوروبي من تداعيات الجائحة مليار يورو 750 التي تبلغ قيمته مليارات دولار)، في تعزيز 910( النمو والحد من البيروقراطية على المدى الطويل، ومساعدة الــشــبــاب في الــحــصــول على وظائف جيدة، وإزالــة الجمود في الإجـراءات القضائية، والذي يصيب المستثمرين المحتملين بالذعر. ومـــن الطبيعي أن يشكل التعافي من تداعيات الجائحة وتوفير لقاحات كورونا سريعا، أولوية ملحة لدراجي، مثل باقي في الاتحاد 26 زعـ ء الـدول الــ الأوروبي، كما أن أمامه فرصة لاسـتـكـ ل خطة استراتيجية -وإرث- شـــارك هـو نفسه في تحديدهما منذ كان رئيسا للمركزي الأوروبي. ولطالما أخـ دراجــي قادة أوروبـــا أن التعافي من الأزمـة الاقــتــصــاديــة سيعتمد على ثلاثة محاور، بحسب ما نقلته "بلومبيرج" عن مسؤول بـارز: كان على المركزي الأوروبي كسب بعض الـوقـت، وقـد فعل ذلك بـــراء الـسـنـدات الحكومية، ثم كان على الاتحاد الأوروبي ومؤسساته بناء قـدرات مالية- وقد شكل صندوق التعافي من آثــار كـورونـا خطوة مهمة على هذا المسار، وأخيرا، على الدول الأعضاء توظيف الوقت وهذه الأدوات واتخاذ إجـراءات جادة للارتقاء باقتصاداتها. وفي إيطاليا، صاحبة الاقتصاد الأكث أهمية في هذه العملية، سيتولى دراجي العملية بنفسه، الـرئـيـس الفرنسي فـيـ يــ ماكرون وأولفشولتز وزير المالية الألماني، المرشح لخلافة ميركل في منصب المستشار، على أن صندوق التعافي يجب أن يشكل خطوة صوب مزيد من التكامل المالي الأوروبي. ولكن بناء مزيد من قـدرات حشد الأموال يعتمد بشكل فعال على النجاح، أو الإخفاق، في كيف مليارات 209 ستنفق إيطاليا مبلغ يـــورو ستتلقاها مـن صندوق التعافي من آثار كورونا، بحسب ما ذكـره دبلوماسيان من طرفي القارة لـ"بلومبيرج". وقال أحد الدبلوماسيين إنه بالنسبة إلى الـدول المقتصدة، مثل هولندا، يملك دراجي القدرة على دعم مسألة تحقيق مزيد من التكامل، مضيفا أن رئيس الوزراء الهولندي وحلفاءه يدركون أن دراجـي يدعم حججه بحقائق، وليس بقصص شعبوية. وأوضح أنه في حال تحقيق نجاح، ربما يستطيع دراجي خلال أعوام قليلة الاستفادة من هذه الثقة والدفع باتجاه أداة أكث استمرارية. ولكن في حــال الإخــفــاق، ستتجاوز التداعيات حدود إيطاليا. تغادر المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل منصبها نهاية العام الجاري. الموقف المعقد في إيطاليا قد يقوض مهمة الرئيس السابق لـ«المركزي» ويخيب الآمال من الرياض «الاقتصادية» رفع الضرائب سيضع ضغوطا معيشية على السكان ويعرقل الانتعاش الاقتصادي بعد انتهاء الجائحة ارتفاع معدلات مدخرات المستهلكين والانتعاش الاقتصادي في الصين يمثلان طوق نجاة إلى أوروبا الجائحة دفعت المفوضية الأوروبية للاقتراض لأول مرة من الأسواق عبر صندوق التعافي أسواق وأرقام
Made with FlippingBook
RkJQdWJsaXNoZXIy Mjc5MDY=